قليل من الشوق يكفي

الشاعر الفلسطيني| سميح محسن

حتّى الهزيعِ الأخير

على مَقعدٍ من سَرابٍ سأجلسُ
أفتحُ في عُزلةِ الرّوحِ نافذةً
للتّفكّرِ فيما مضى،
قَلَمٌ سائلٌ بالحكاياتِ
والحَبرُ جَفَّ على شَفَةِ النّارِ
حتى اكتوى…

⚝⚝⚝

نُباحُ الكلابِ يُعَكّرُ صوتَ (المزاريبِ)
طفلٌ يحاولُ رَتْقَ رداءَ المغارةِ
في جبلٍ طالعٍ من رِدانِ عباءةِ جدّتهِ
قبلَ أنْ تُسْدِلَ الليلَ
في عينِ أحفادِها…

⚝⚝⚝

حديثُ مساءٍ مُغطّى بضوءٍ مهيضِ الجناحِ
فتاةٌ تُخبّئُ حنّونةً بينَ أضلُعِها،
نَبَتَتْ فجأةً في جديلَتِها،
حمّرتْ وجنتيها،
وغابتْ وراء الظّلام…

⚝⚝⚝

حصانٌ على طَرَفِ النّهرِ،
امرأةٌ تغسِلُ الماءَ بالصّمتِ
والنّهرُ يبكي على نَجْمَةٍ
سَقَطَتْ فوقَ رأسي
غَفَتْ فوقَ فاصلةٍ
لا تُحرّكُ خصرَ القصيدةِ
كيفَ سيَقْفزُ بينِ السّطورِ الحصانُ
ويمسحُ دمعَ الفتاةِ الذي انثالَ من مقلتيها
على صفحةٍ في كتابٍ قديم ؟!

⚝⚝⚝

قليلٌ من الشوقِ يكفي
لِيُنْقِصَ كأسَ المرارةِ
من سَلّةِ الانتظار…

⚝⚝⚝

على درجِ الوقتِ أصعدُ مرتبِكا
أقتفي أثرَ الماءِ حيناً
وحيناً أعَجّلُ في هَبّةِ الرّيحِ
حتى تُصَعِّدَني نحو نافذةٍ
تعتليها الفراشاتُ
قيثارةٌ في الأعالي
وعيني على وَتَرٍ لن يُطالْ،
يدي تَرْتَجِف…

⚝⚝⚝

أدغدِغُ خاصرةَ الرّيحِ
تضحَكُ – في سرّها – غيمةٌ
ترتمي في رحابِ الجَبلْ،
أحتمي بالضبابِ
فَتَبْكي…

⚝⚝⚝

على عاشقٍ هامَ بينَ المقاهي
نُصلي صلاةَ الغياب،
ولمّا يعودُ
نُصابُ بنارِ الخديعةِ
ثمّ نغيب…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى