أدب

قراءة في قصة عنوسة للقاص حسن أجبوه

بقلم : حنان بدران

أولا – النص: عنوسة

طريقتها المتسارعة، و الصوت الصاخب لارتطام الملعقة بالفنجان، عجلت باعتذاره للنادل عن البقشيش و إغفاله لكتابه المذهب بين كفيها. لما انتبهت لهروبه. مسحت دموعها، و أخرجت نظارتها المقعرة..

ثانيا – القراءة 

العنوان يعتبر جزءًا لا يتجزأ من النص وفي مجتمعنا العربي العُرف العام  يقول:
ظِل رجل ولا ظل حائط.. كم من المعاني تضمنها هذا المثل الشعبي، وما تضمنه ما هو إلا انعكاس ضمني لتقييم المجتمع لكثير من القضايا الإنسانية والحقوقية الخاصة بالمرأة ومشكلاتها ومنها مشكلة العنوسة.

العنوسة هذا المصطلح الشائك والمثير للجدل، فما بين مؤيد ومتقبل للمصطلح باعتباره يعبر عن إحدى المشكلات النفسية والاجتماعية الموجودة فعلا في جميع المجتمعات، وبين معارض لاستخدام هذا المصطلح باعتباره ينتقص من قيمة من يوصفون به ولا يليق بإنسانيتهم، وعلى الرغم من أن العنوسة هي لفظ أطلق على الجنسين ذكورا وإناثا إلا أن ثقافة مجتمعاتنا العربية تركز على عنوسة المرأة أكثر من عنوسة الرجل باعتباره واقعا مفروضا على النساء وليس باختيارهن في كثير من الحالات، وأيضا لارتباطه بسن الإنجاب لديهن، بينما في حالة الرجال فهو على الغالب باختيارهم وإن كانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية في كثير من الأحيان تعيق قدرة الشباب وتجبرهم على تأجيل قرار الزواج.
إلا أن مفهوم العنوسة من المفاهيم الاجتماعية المتغيرة بناء على عوامل ديمغرافية عدة، منها مكان السكن وأنماط المعيشة وثقافة المجتمع وما يرتبط بها من العادات والتقاليد، والمستوى الاقتصادي والمستوى التعليمي وصفات شخصية مرتبطة بطبيعة الأفراد ومدى المرونة والقدرة على مواجهة الضغوط، والنضج ومستوى الثقة بالنفس ودرجة المساندة الاجتماعية والاستقلالية. وكلما زادت عوامل انعدام الأمن الاجتماعي والتفكك الأسري والبطالة وضعف الوازع الديني، كلما أدى ذلك إلى مضاعفة الآثار النفسية والاجتماعية والصحية على الأفراد خصوصا المرأة، فمن الملاحظ ارتفاع سن الزواج خاصة مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الوطن العربي..
في نص محبوك بإحكام من الكاتب ا. حسن أجبوه كان النص استنتاجيا ف اللقطات التي أقحمنا فيها الكاتب من طريقتها التي تبدو متسارعة أو متسرعة والدلالة الثانية عدم تفهم الآخر سبب توترها وقصر بصيرتها قبل قصر بصرها ولربما انعكاس اللقب عليها افقدها الثقة بنفسها، فجعل من تصرفاتها المرتبكة انعكاس للآخر فهرب قبل أن تكتمل العلاقة .
فعادت إلى نظارتها المقعرة وهنا كانت اللقطة الأخيرة التي ختم بها النص ليعود بنا بالنص إلى البداية وهي العنوسة …تحياتي واحترامي لقلمك الرائع وأنت تلمس إحدى أهم قضايا مجتمعنا العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى