صبْرُ الكبار
شعر: سميرة فرجي | المغرب
بفنية عالية وشاعرية اصيلة ووعي وطني متوقد، توجه الشاعرة المغربية الكبيرة الاستاذة سميرة فرجي في هذه القصيدة “صبر الكبار” رسائل بليغة لحكام الجزائر، الذين تفرغوا طيلة نصف قرن لمعاداة المغرب وضرب وحدته الترابية، نظير ما قدمه من دعم كبير واساسي لثورة استقلال الجزائر، قصيدة تختصر حكاية هذا الجور المنقطع النظير، بلغة المعلقات البادخة نقدمها بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة عبرة لمن لا يعتبر.
قُولُوا لِمَنْ قَرَعُـوا طُبُـــولَ المَعْـرَكَـهْ
ليـلُ اشْتِعَـالِـيَ إنْ أتَى ما أَحْـلَـكَـهْ
===
قُـولُـوا لِمَـنْ جَـارُوا عَلَيَّ بِبَـغـْيـِهِـمْ
مَـنْ يَزْرَعِ الأحـقـــادَ يَجْـنِ المَهْلَكَهْ
===
خَمْسُـونَ عَامًا وَالسِّهَـامُ تَنُـوشُنِـي
والقَوْسُ جَارٌ طُولُ صَبْــرِيَ أَنْهَكَـهْ
===
وأنا الـذِي بِاسْـمِ الجِـهَــادِ أَوَيْـتــهُ
وَفَقِـيـرُ قـَوْمِي فِي طَعَامِـهِ أَشْـرَكـَهْ!
===
وَأَنَا الَّـذِي بـِـــدَمِ القَـرِيــبِ فَـدَيْـتُـهُ
اليَـوْم يَسْـتَجْـدِي الغَـرِيبَ لِيسْـفِكَهْ!
===
وَيَحِيـكُ خَلـْفَ السِّترِ ألْفَ دَسِيسَةٍ
لِيُطِيـحَ بِالعَـهْـــدِ الـوَثِـيـقِ وَيَهْـِتـكَهْ
===
إنَّــا تَعَــــاهَـــدْنَــا وَلَـيْــثُ عَـرِيــنـِـنَــا
كَيْ نَقـتَـفِي دَرْبَ النِّضَالِ وَنسْلـكَـهْ
===
وَنَذُودَ بالأرْوَاحِ عَــنْ حُـرمَـاتِــــنَــا
فِـي كُلِّ شِـبْـرٍ مِنْ تُـــرَابِ المَمْلَكَهْ
===
يَا مَنْ أَتَى فِي اللَّـيْلِ يرْسُـمُ مَعْـبَـرًا
إنَّ الطَّـرِيـقَ إلَى المُحِيطِ مُشَـوَّكَـهْ!
===
رَمْـلِي الُمدَلَّـلُ…؟! لَوْ تَجُوبُ جَهَـنَّـمـا
وَتَــمُـــرُّ فَــوْقَ سَـعِـيرِهَـا لـن تُـدْرِكـَهْ
===
هَا غَـرْبــهُ فِي الحِضْـنِ أَمَّـا شَـرْقُـهُ
فَـبِـحَـقِّ دِيـنِ مُــحَـمَّـــدٍ لَـنْ نَـتْـرُكَـهْ
===
وَبِحَـــقِّ جَــــلَّ جَـلالـه سَـنُـعِــيــدُ مَا
جَـارُ الشَّمَـالِ مِنَ الشَّمَـــالِ تَمَـلَّكَـهْ
===
جَــارٌ تَـنَــكَّــرَ وَالحُــقُـــوقُ جَــلِــيَّــةٌ
والإِفْـكُ سَـيِّـئـه عـلى مَـنْ حَـبَّـكَـهْ
===
سَـيـُسَـجِّـل التَّـارِيــخُ غَــدْرَ مُـــقرَّبٍ
كَـتَـمَ الشَّهَـادَةَ فِي مِلَـفِّ الفَــبْــرَكَـهْ
===
أتُـرَاهُ ــــ يا لَهْفَ الحَــقِـيـقَـةِ ـــ بَاعَـِني
أمْ يَا تُرَى قَـوْلُ الحَقِيقَـةِ أرْبَكَـهْ؟!
===
وَأَرَادَ جَارُ الشَّـرْقِ قَطْـعَ يَـدِي الّتِي
مَـدَّتْ لَـهُ طَـوقَ الأمَـانِ لِيُمْـسِـكهْ
===
أصْبَحْـتُ عُـقْـدَتَهُ وَمَا مِنْ مَـوْطِـئ
يَـلْــتَــمُّ فِيهِ الشَّـــمْلُ إِلاّ فَـكَّـكَــهْ
===
مَـنْ حَـرَّكَ الغِـلَّ المـقــِيـتَ بأرْبُعِـي
مَنْ مِـحْـورُ الشَّـرِّ المُخَاتِـلِ حَرَّكَـهْ!
===
أَسَـفـًا عَـلَـى نَعَرَاتِـــهِ وشِـقَاقِـهِ
وَضَلالِــــهِ وَالمُـــوبِقَات المُـهْـلِـكَهْ
===
الصَّبْرُ يَا جَارِي رَصَاصٌ صَامِـــتٌ
وَسِـوَاهُ لا يَعْـــدُو ضَجِيــجَ الدَّرْبَكَـهْ!
===
وَالحلْمُ مِــنْ شِـيَـمِ الكِرَامِ وإنَّـنِـي
أنآى بِنَفْسِي عَنْ خِطَابِ الصَّعْلَكَهْ
===
فالجمْ خُيُولَكَ مُــدْبِرًا فَالنَّصْـرُ فِي
صَبْرِ الكِبَارِ يَفُوقُ نَصْرَ المَعْرَكَــهْ