آنَ أَنْ نَفْتَرِقا

شعر | عبد الصمد الصغير

أَما آنَ أَنْ نَمْضي … وَنَفْتَرِقَا
آنَ الْأَوانُ ….. لِكَيْ نَجْري وَنَنْطَلِقَا

هَبَّتْ رِياحٌ بِقَلْبي …. هَبَّ عاصِفَةٍ
خَرَّ اهْتِزازاً …. كَما طَوْدٌ وَقَدْ صُعِقَا

فَقُلْتُ : إِنْ تَخْرُجي مِنِّي فَلَنْ تَدَعِي
إِلّا رَماداً … عَلى صَدْرٍ قَدِ احْتَرَقَا

إِلّا بَقايا حَياةٍ ….. مِنْكِ قَدْ يَئِسَتْ
حَتّى انْطَفى مُشْرِقٌ قَدْ كانَ مُؤْتَلِقَا

إِنْ كُنْتِ تَنْوينَ شَيْئاً ، عَنْكِ يُبْعِدُني
لا بُدَّ أَنْ نَرْتَضي بَعْضاً ….. وَنَتَّفِقَا

عَلى بَراءِ النَّوايا … في انْتِظارِ غَدٍ
وَنَقْتَفي أَيَّ حُبٍّ ….. بانَ مُنْطَبِقَا

مالِي … أُطارِدُ أَشْواقاً ، وَقَدْ تَعِبَتْ
مِنِّي ، وَمِنْ كُلِّ وَهْمٍ في الْجَوى عَلِقَا

إِنِّي ، كَمَنْ بَثَّ أَسْرارَ الْفُؤادِ إِلى
مُسْتَزْهِداتٍ ….. تَرانِي عابِثاّ أَبِقَا

مالِي … أُعاتِبُ في شَمْسٍ إِذا غَرُبَتْ
كَأَنَّها لَنْ تَرى صُبْحاً ….. وَتَسْتَفِقَا

ما بالُ حُبِّكِ … في ذِكْراهُ يَأْسِرُني
حَتّى إِذا ما اعْتَرانِي …. عادَ مُنْبَثِقَا

يا قَلْبُ !. ما زِلْتَ أَمْواجاً … وَتَقْذِفُني
مِثْلَ الْمُحيطِ الَّذي مَنْ خاضَهُ غَرِقا

أَنا الَّذي ….. نَطَقَتْ أَشْعارُهُ مَدَداً
بِالشَّوْقِ … حَتّى بَدا لِلْحُبِّ مُعْتَنِقَا

أَنْتِ الَّتي … سَكَنَتْ أَوْصافُها بِدَمي
فَأَصْبَحَ النَّبْضُ … بْوْحاً فيكِ مُؤْتَلِقَا

كُلُّ الْمَشاعِرِ … هَبَّتْ مِنْ مَحاسِنِها
حَتّى اسْتَتَبَّتْ عُرُوقي وَانْتَهَتْ عَشِقَا

هَبَّتْ رِياحِي …. وَلَمْ أَفْطِنْ لِهَبَّتِها
إِلّا وَقَدْ صِرْتُ مُنْداحاً … وَ مُنْدَلِقَا

يا مَنْ سَقَتْني النَّوى … رِفْقاً بِأَوْرِدَتي
لا تَتْرُكي الْقَلْبَ مُغْتالاً وَمُخْتَنِقَا

لَيْلي طَويلٌ … كَما دَرْبي وَأَسْئِلَتي
لي ضَيَّعَتْ ، وَالَّذي قَدْ كُنْتُ مُعْتَنِقَا

هَلْ مِنْ سَبيلٍ قَليلِ الرّكْضِ في فِتَنٍ
أَمْ قْدْ نُذِرْنا … لِكَيْ نَجْري وَنَسْتَبِقَا

كَمْ مِنْ طَريقٍ تُريدُ الْحُبَّ في هَلَعٍ
وَكَمْ رَفيقٍ …. يُريدُ الدَّرْبَ مُنْغَلِقَا

في الْقَلْبِ عِشْقُ صِفاتٍ فاتَ مَوْعِدُها
قْدْ عِشْتُ أَحْرُسُ أَضْغاثَ الَّذي سُرِقَا

لا حَقَّ لِلْقَلْبِ … كَيْ يُمْلي إِرادَتَهُ
وَلا لَكَيْ يَشْتَهي مَنْ كانَ قَدْ عَشِقَا

ما أَصْعَبَ الْفِراقَ … لَيْسَ مُنْتَظَراً
واحَرَّ قَلْبي !.. يَتيماً في الْهَوى وَثِقَا

بِاللَّهِ ، كَيْفَ حَياةٌ نامَ مُوقِظُها؟
وَكَيْفَ إِنْقاذُ مَنْ في بَحْرِها غَرِقَا

بانَتْ فَغابَتْ ، إِلى أَنْ أَظْلَمَتْ سُبُلِي
قالَ الْجَوى : آنَ أنْ نَخْبُو وَنَحْتَرِقَا

آنَ الْأَوانُ …. الَّذي كُنّا نُحاذِرُهُ
وَآنَ أَنْ نَكْتَفي شَوْقاً …. وَنَفْتَرِقَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى