تعريف معاصر للنفس والروح بمنطق الدين والتشريع الإلهي
د. هشام عريف عرفات | الأردن
استعرض في هذا المقال ملخص بروتوكول التعريف للنفس والروح بمنطق الدين والتشريع الآلهى ( تعريف معاصر ) فهناك خلط شائع بين معنيي الروح والنفس، والروح في التنزيل ليست سر الحياة، بل هي المعرفة والتشريع والأخلاق، ولا وجود موضوعي لها خارج الإنسان، أي أن الكائنات الأخرى لا تملك روحاً،
والله تعالى اصطفى آدم من بين مجموعة من البشر لينفخ فيه من روحه، وآدم هنا هو مرحلة وسيطة بين الإنسان والبشر وليس شخصاً واحداً، وبنفخة الروح حدثت له طفرة إدراكية ترافقت مع تطور بيولوجي، والروح هي واسطة تنزيل المعلومات والأوامر إلى الإنسان (الوحي)، وهي من أمر الله {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (الإسراء85) وهنا {َمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} تعني أن معلوماتنا عن الروح تبقى قليلة نسبة لعلم الله المطلق، لا أننا لا نعلم شيئاَ. أما النفس فهي نوعان،
»»» النفس البشرية ككائن عضوي حي تنطبق عليه الحياة
والموت {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}
(العنكبوت 57)، ككل الكائنات الحية الأخرى،
»»» والنوع الثاني هو النفس الإنسانية التي تعبر عن المشاعر
والأحاسيس، من فرح وحزن وسعادة واكتئاب وحب وكره،
ولها طب خاص فيها يسمى الطب النفسي،
وهذه المشاعر لا تموت لأنها غير مادية، وهي نتاج نفخة الروح، وخصصها الله تعالى بالوفاة، والانفصال بين النفسيين
لا يكون إلا بالمنام أو الموت، أما الروح فلا تموت ولا تتوفى.
والله تعالى خلق النفس الإنسانية وفيها الخير والشر بالدرجة
نفسها {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}
(الشمس 7 -8)ل كن الإنسان يفعل أحدهما على الآخر{
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}
(الشمس 9 – 10)،
›»» وبناءً عليه فرّق التنزيل الحكيم بين ثلاثة مقامات:
١/ -النفس الأمارة بالسوء وهي التي غلب فيها الفجور على
التقوى.
٢/ -النفس اللوامة وهي التي تعيش حالة صراع بين الفجور
والتقوى.
٣/ – النفس المطمئنة وهي التي غلبت فيها التقوى على
الفجور.