إذا جاء شهر الصوم فالصوم جحفل

جمعة بن خادم العلوي | سلطنة عُمان

إليك إلهي ما سواك أُأَملُ

ومنك وكلي في نعيمك أرفـُـل ُ

وعندك والشهر المبارك قد دنا

وآب وإني آيب سوف أنزل ُ

أبثّ ُ لك الشكوى ، وأبدي لك الرّجا

وأطلق حدودي أستميل وأسأل

أظــــنّ ُ بأنّي فاعل ٌ ما أمرتني

وكلي ذنوب ٌ والذنوب تكبـّـــل

ولكنني أرجو كريماً مسامحاً

غفوراً رحيماً دام منه التفضل

إليك ، وشهر ُ الصوم أقبل زائراً

تعوّدَنا دوماً يزورُ ويرحل ُ

وحالي وحال المسلمين جميعهم

بلادهم ُ تحسو الهموم وتأكل ُ

فذلك مظــلوم ٌ ، وذلك جائع ٌ

وذلك منفيٌّ ، وذلك يـُـقتــَــــلُ

وخلّ ٌ يعادي ، إذ يعادي ، خليله ُ

وجار ٌ دنيء ٌ لا يفيق ويخجـل ُ

وخصم لدود ٌ مذ ْ بدا في تعجرف ٍ

يصول فنبكي ، بل يعز ونخذل

ترى بخلنا بالنـّـفس أصل بلائنا

أم الكفر ، إذا لا شـــكر لله يبذل

إليك، وأهلاً بالصيام ومرحباً

فكم مستقيم ٍ بالصيام يهلل ُ

وكم سادر في الغي يهجر غيه ُ

إذا جاء شهر الصوم فالصوم جحفل

يهدّم أصنام الفساد وينتقي

رجالاً فيبدي منهم ما نؤملُ

أليس جنان الله فاحت عطورها

تنادي : أروّاد ُ المساجد أقبلوا

نعم – ليت شعري – فالملائك ُ نوّرت

دروب المعالي والشياطين كبلوا

ولكنما إبليس جند معشراً

إذا كبلوه كي يعيثوا وينزلوا

يقولون يا إبليس ُ: قرناك عندنا

فنحن تلاميذ الغواية ، أصّل

مساكين أهل الغي ظنوا بأنهم

كريمو فعال ٍ لا إلى النار رحل ُ

فيا مقبلاً لله أهلاً بتوبة

فذلك مفتاح الجنان ومشعل

بكاؤك هذا ما الإله يريده ُ

وعودك هذا ما عليه نعوِّل ُ

وأوقد لكل الناس نارك فالورى

جفولون يحتاجون شهماً يؤصل ُ

وخذ لك زاداً من كتاب وسنّة

وصحبة أخيار تقاة ٍ تبتـلوا

فلله در القوم ٌ قوم صحبتهم

ولله در الهم هم ّ ٌ تحملوا

ولله در المسجد القانت الذي

يبيت يناجــــي ربه يتجلجل ُ

ودر العيون الهاميات أهاجها

تذكر خلد أو تقاة تقللوا

أو الوعد بالعز القريب تلوته

بقرآننا أو بالحديث تهللوا

بمثلهم ُ تزهو الدنيا حيث ُ أسرجت

تطير خشوعا بالصيام تذلل

سترجع أرض الله يوماً إلى العلا

إذا أهلها لله يوماً تحـــــوّلوا

 

١٤١٣ هـ ١٩٩٣ م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى