أحزَنُ القَصصِ…

محمد العياف العموش |الأردن

لا كيْدُ إخوتِهِ ، لا غَدرةُ الذّيبِ
مأساةُ يوسُفَ مِنْ إهمالِ يَعقوبِ

مَنِ الذي سَرّبَ الرُّؤيا وَوَزّعني ؟!
على القوافلِ إعلاناً لمَطلوبِ

مُذ قُلتَ : إنّي أخافُ الذئبَ يأكُلُهُ
أيقنتُ أنّكَ تُغويهِمْ وتُغري بي

ماذا سَتَنفَعُني – للنّزفِ – يا أسَفی !
وقد تَرَكتَ جراحي دونَ تَطبيبِ

ما أوجَعَ الطّعنَ مِنْ كَفٍّ مُحَبَّبَةٍ
قَبَّلتُ خِنجَرَهُ شَوقاً لمحبوبي

غََدَا بهِ كالنّدی في الطُّهرِ إخوتُهُ
وَجهُ ابنِ مريمَ في بَلواءِ أيُّوبِ

خَلَّوْهُ عند متاعِ الحُزنِ ، واسْتَبَقُوا
يُرتِّبونَ مصيراً أيَّ ترتيبِ

بَخّرتُ بالحُبِّ رُوحَ الجُبِّ قافيةً
وَالسِّرُّ في الطِّيبِ لا قَارورةِ الطّيْبِ

آتاهُ – لَمّا استوی – الإبداعَ خالقُهُ
وَخَصَّهُ بوَساماتٍ وتَهذيبِ

وَرَاوَدتْهُ التي … عن شِعرهِ … صُحُفٌ
وَهَدّدَتْهُ بِتَرهيبٍ وتَرغيبِ

أبَی القميصُ الذي قَدْ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ
إلا الطّهارةَ في رَغَبٍ وتَرهيبِ

” إنّي حفيظٌ عَليمٌ ” ، قالَ سيِّدُهم :
هذانِ ذَنباكَ في نَفيٍ وَتَغريبِ

السِّجنُ أشرفُ للصّدِّيقِ منْ قَفَصٍ
في مَشرَبِ القَصرِ والنُّدمانُ تلهو بي

يا صَاحبَ السُّنبلاتِ الخُضْرِ إنّ فَمِي
نارُ الجِياعِ مِنَ الشُبّانِ والشّيبِ

كَذّبتَ في الشِّعرِ مَقطوعَاً بصِحّتِهِ
وكم حَفَلتَ بمَوضوعٍ وَمَكذوبِ

ظَنَنتَ يُوسفَ يُشری فِعْلَ إخوتِهِ ؟!
قَرَنتَ في الحَقِّ مَفروضَاً بِمَندوبِ !

لمْ أطلُبِ الفَضلَ في كأسٍ وقد رَوِيَتْ
مِنَ اللّذاذةِ كَبْدُ الأسودِ النّوبي

دَرأتُ بالشّعرِ نارَ الذُلِّ وانْشَغَُلوا
بزَهرةِ النّار في ” سِيجاركَ الكُوبي “

كَمْ شَاعرٍ في بِلادِ العُربِ مُضطَهَدٍ
مِنْ كيدِ إخوتِهِ والقَصرِ والذّيبِ

يا يُوسُفَ السُّمْرِ هذي أمَّةٌ وَلَدَتْ
حُكّامَهَا الشُّقرَ في ” زِيِّ الأعاريبِ “

الرّاكبينَ علينا بَعدما رُكِبوا
بِئْستْ مَعيشةُ مَركوبٍ بمركوبِ

يا بَيدرَ الشِّعرِ ، مَجحُودَاً ومُنتَهَباً
يا وَحشةَ الخُبزِ في تَنّورِ مَنهوبِ

ثُقِبْتُ بالحُزنِ لَمّا جِئتَها قَصَباً
لا يَعزِفُ الآهَ نايٌ غيرُ مَثقوبِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى