اللوتس زهرة الحب والحياة
بقلم: سمير حكيم| كاتب وقاص
جاء في كتاب “اللوتس حكاية زهرة تحتضن الوجود”للمؤلفة”مرفت عبد الناصر “والصادرة عن “دار نهضة مصر” – طبعة أولى 2007 في 64 صفحة أن “احتلت هذه الزهرة موقعًا متميزًا في قصائد الأدب المصري القديم، وأنها كانت تُستخدم للتعبير عن حب الرجل امرأته، أو اشتياق المرأة إلى حبيبها …”
سأكون في انتظارك
كالبحيرة التي تزينها أزهار اللوتس
وهيَ تنتظر البط العائد من سفره
وسُجِّل أيضًا عن الفرعون “توت عنخ أمون الأول” أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم ( 1334 ق.م – 1334ق.م) أنه عندما فُتخت مقبرته رقم 62، في وادي الملوك، الواقع على الضفة الغربية لنهر النيل، بالقرب من مدينة “طيبة” وكان ذلك في 4 نوفمبر عام 1922 على يد عالم الأثار المتخصص في تأريخ مصر القديمة “هاورد كارتر” أثناء انشغاله بالحفر عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك، لاحظ وجود قبو كبير، واستمر في التنقيب بدأب حتى تمكن من الدخول إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون، وكانت على جدران غرفته رسومات تحكي قصة رحيل الفرعون الشاب حاكم مصر ال 82، الذاهب إلى عالم الأموات ولم يكمل التاسعة عشرة من عمره، وقد تنصّل من دين أبيه إخناتون، وعاد إلى الديانة التقليدية لأجداده ؛ عبادة الشمس.
بدا المشهد بالنسبة لكارتر في غاية الروعة، وهو ينظر إلى غرفة توت عنخ أمون من خلال فتحة وبيده شمعة، ثم بلغت دهشته حدًا كبيرًا إذ قبل نزع الكفن عن المومياء وجد “هوارد” الجسد مُغطّى بأوراق اللوتس الزرقاء !!
ما حكاية زهرة اللوتس؟!
كانت لتلك الزهرة رمزية كبيرة في الميثولوجيا اليونانية،واستقت من الأُسطورة، ودلالة الزهرة مادة للشعر والقصة الرامزة خاصة بحضارات الصين والهند، كما كانت مصدر إلهام للفنانين عبر كل العصور، بدءًا من عصر النهضة، ومرورًا بالمدرسة الانطباعية التي اعتمدت على وحدة الأثر الفني دون إعارة الاهتمام لتأثير التفاصيل الواقعية على المنتج الإبداعي.
تعطي مؤلفة الكتاب جوابًا إضافيًا من داخل مغزى الاسطورة التي كانت سائدة في مصر القديمة: أصبحت زهرة اللوتس مثل الشمس، إذا انفتحت كانت الحياة، وإذا أقفلت أوراقها، كان الموت ينتظر الصباح الجديد، لكي تأتي الحياة مرة أخرى مع زهرة أخرى متفتحة.