مقال

هل اختفى المثقف؟

بقلم: حمدى أحمد نصر

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
منذ فترة ليست بعيدة تحديدا فى أوائل التسعينيات كنت أنظر بشغف إلى ذلك الشاب الذى يخطفنى بملامحه الهادئة المريحة وبطلته المشوقة وبعينيه اللامعة وملابسه المتناسقة وبهندامه المنظم المرتب والأهم من هذا كله طريقة كلامه ولغة حديثه وثقافته الواسعة وعلومه المتنوعة ووعيه اللا محدود وكنت أقول متى أكون مثله وعلى هيئته وشاكلته،وهذا فى وقت كانت المعلومات فيه غير متاحة مثل ما هى اليوم،كان يعتمد على دراسته وصحيفته وبرنامج هنا وحلقة هناك ومجلس مع معلم مع اختلاف درجته ومهنته لكنه أكثر ثقافة وأوسع علما وهذا الشاب مع صغر سنه كان يستقى كل هذه الثقافات بحب وأدب وود وشغف وتطلع مستمر سواء كان ولدا أو بنتا،ومع تقدم وسائل العلم وتنوع مصدر المعلومات التى قد تصل للإنسان حتى وهو تحت الفراش افتقدت هذا الشاب بهذه المواصفات على حسب ما أرى فى محيطى وهو ليس بصغير وسألت نفسى:
هل اختفى المثقف؟
نعم اختفت ثقافته وهى فى يده هاتفا محمولا متصلا بكثير من مصادر عديدة للمعلومات والثقافات.. اختفى بهيئته الحسنة وبطلته الجميلة الجذابة وطل علينا البعض بأسلوب لا نعرفه ولم نعهده بل بهيئة مقززة منفرة غير مقبولة ولا معقولة.
لماذا كل هذا؟
تغيرت أسس النشأة وتبدلت أساليب التربية إلا من رحم ربى، فغاب المثقف واختفى المعلم وتغيرت القدوة.
قلت لابد من التحفيز على طلب المعرفة والنهوض بالسلوك والأخلاق بتكريم هذا المثقف المهذب الجميل الوسيم المضيئ لأنه مازال موجودا وإن كان نادرا، فاختفاؤه لا يعنى عدم وجوده.
لابد من البحث عنه والوصول إليه وتكريمه بدلا من غيره حتى يكون قدوة طيبة يقتدى بها ومثالا حيا يحتذى به فى المحافل الدولية والمحلية هنا وهناك حتى يذاع صيته ويتناول الناس أمره ويتمنون أن يصبحون مثله ويكونون على شاكلته هم ومن يحبون. فأحيوا ذكر المثقفين النافعين المصلحين حتى ننهض أجمعين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى