في أوج طعم لذاذة لا توصفُ
|
ينتابنا ألمٌ عظيمٌ مجحفُ
|
لم يخلق الله الوجود محايدا
|
إنّ الصفات من النقائض تُعرفُ
|
|
والعشق يتلف من به يتلحفُ
|
منذا الذي بجحيمه لايُتلفُ !؟
|
لاتسأل الحلاج كيف وضوؤه؟
|
إنْ كان في جنبيك قلبٌ ينزفُ !!
|
أوتسأل المجنون عن أسبابه؟
|
ضاع الذي …أو للفقيدِ تفلسفُ ؟
|
|
متولهٌ لا وجهَ في مرآته
|
إلاه حين من الأنا يتخففُ
|
متوحدٌ نشواه كأسُ شعوره
|
وتخال من خمر الأحبة يرشفُ
|
متخففٌ مثل الحباب تصاعدا
|
ويبيت في كنف الدجى يتزلفُ
|
|
أويلتقي المحبوب ذات تكشّفٍ؟
|
أو ما يُرى في حضنه إذْ يعطفُ
|
أوتمسك اليمنى صحائف نوره
|
إمّا اليسار لسيفه تستوقف
|
|
|
إنّ الذي عند الجفاء الأضعف
|
هو نفسه زمن الوصال الأعنف
|
أنْ ليس إلا ثاقبا متغلغلا
|
مهما يكون من الهزيع ثكثّفُ
|
والخوف سدٌ مانعٌ أسراره
|
لايبلغ الحب العظيم مخوّفُ
|
فإذا انتصبت تقوّضت لبناته
|
وانثال ضوء عاشقٌ لا يُصرفُ
|
وإذا ارتجفت أمامه أبعدته
|
لايتقن اللذات قلبٌ يرجفُ
|
|
إنّ انفعال الخوف منقصة وما
|
يطأ الذرى متضعضعٌ متجوّفُ
|
مرض الحضارة ماثلٌ بشبيبة
|
نشأت على خصيانها تتخوفُ
|
|
ترضى حلول الظلم أمرا واقعا
|
وكأنه قدر لها بستنزف
|
|
لم يترك الرحمن أمرك عهدة
|
لطغاة عصر في الأذى تستخلف
|
|
وكذا الشريعة إن ربت أفياؤها
|
لابد من شبق بها يتكلف
|
|
يتقاتلون على الحصاد مذاهبا
|
سنت على الأطماع حين تؤلف
|
|
لو أنني لأذى النفوس مدافع
|
أو أنني نهرَ الحوادث أوقف
|
|
أوقفت إهدار الدماء تسلطا
|
ومنعت ذبح حفيده .. لا ننزف
|
|
مازلت من تنزافه متغسلا
|
وعلى الصليب وجودنا متوقف
|
|
|
ياقارئ القرآن دينك رحمة
|
فعلام في حمم الضغينة تقذف؟!
|
|
لهفي على حبل يشد وثاقنا
|
بتراحم وتعاضد لا نجرف !
|
|
فالهاويات تحفنا بتربص
|
والجارحات إلى الحشا تتلهف
|
|
مازلت بالأمل الجميل محملا
|
علّي بصحوة أمتي أتشوف
|