الروائية مريم هرموش | القاهرة _ بيروت
“ان الآخر لن يأتي إليك ولكن عليك ان تذهب انت إليه لتفتح له باب عالمك من خلال ثقافتك وفكرك لأنهما المفتاح الوحيد للوصول إليه……”
كل مسؤول في مكانه على عاتقه دور كبير، والفرق بين النجاح والفشل خيط رفيع جدا اسمه “الارادة” وتذليل العقبات. وحين يكون الهدف الرئيسي من المناصب هو تسخيرها لتحقيق غايات أسمى من “الذات” يبلغ حينها صاحبها حالة الرضى والاشباع النفسي التي يصبو اليها (اتحدث هنا عن الأشخاص الأسوياء)
ويشهد الله انني لم اكن يوما من المولعين بالمناصب او ان اكون تحت دائرة الضوء في اي مرحلة من حياتي العملية والمهنية، والمقربون مني يعرفون جيدا انني قليلة الكلام، و لا احب التحدث أمام الجمهور حتى في مناسباتي الخاصة واكتفي باطلالة خجولة فقط احتراما لضيوفي الأعزاء…لماذا اقول هذا الكلام؟
لان بداخلي حلم كبير؛ ان يصل صوتنا كادباء وكتاب وفنانين جادين إلى العالم باسره، لكي نحدث عنا ونخبر ان “القوى الناعمة” قادرة على احداث التغيير وبث فكرها المنفتح البناء، والأهم هو أن نطلع “الاخر” على حقيقة هويتنا الإنسانية التي لا تختلف عنه و ليست تلك الهوية التي يبثها الإعلام المغرض في الكثير من الأحيان، من خلال كتاباتنا وكلماتنا التي تجسد هويتنا الحقيقية وتعكس ثقافتنا التي اوشكت على الاندثار بعد ان كانت لعقود طويلة تغذي شرايين العالم….! ولا يكفي ان هناك اعداد قليلة جدا نسبة إلى حجم ثقافتنا ومبدعينا قد استطاعوا ان ينفذوا إلى العالمية، ولكن علينا جميعا أن نسخر ادواتنا في نشر الأدب العربي من خلال مثقفيه بشكل أوسع عن طريق تبادل الانشطة والترجمات والتعاون مع مراكز وبيوت الثقافة المنشأة بجهود فردية في دول متعطشة لنشر الثقافة والفكر العربي العريق مثل “كندا” على سبيل المثال وغيرها الكثير من الدول، وأخص بالذكر الدول الاسكندافية التي تتطلع إلى ذلك بشدة ولكنها تحتاج إلى الدعم والتشجيع في المقام الأول حتى تنفتح على ثقافتنا من خلال الترجمات والأنشطة الثقافية والفكرية المتبادلة عن طريق الجاليات العربية في تلك الدول وبمعاونة السفارات والمراكز الثقافية التابعة لتلك السفارات…
وأخيرا..
“الاستثمار الثقافي لا يقل أهمية عن أي استثمار أخر”لانه يعكس الوجه الحقيقي للحضارة.
