كلب المتناقضات ينبح في حديقة رأسي

نص الخيميائي|  فتحي مهذب – تونس
الرسام الروسي، كونستانتين رازوموف
بعد اختفاء شجرة العائلة
انتهيت بواقا في مستشفى
أدعو جميع المرضى إلى حصتهم من المورفين
لاستدراج شياه ضريرة في النوم
لزجر النسر العالق في مضيق الخلايا
أدعو نيزكا صديقا لتغيير وجهته
وأخطط لاغتيال صحن طائر
يلعب النرد في بيت الأموات
في جعبتي رصاصة يتيمة
والموت تنين برؤوس لا تحصى
///
تنامين بعيدا
غير أن صوتك يقرع باب قلبي
باستمرار
مثل ضيف مدهش من درب التبانة.
///
أنا الله
وعبادي جمهور الكلمات
///
لما كسر الجرة سهوا
تبجس من مزق الفخار دم الأسلاف.
///
ثمة كلمات تضيء في الليل.
///
الإسكافي
قبل رتق الأحذية يقبلها
لأن فيها رائحة النساء.
///
نقطة ضوء
بين عدمين
كينونة العارف.
///
من فرط الوحدة
كدت أصير إله.
///
أيها الراعي
نايك الحزين
يخطف إوزا كثيرا من حديقة قلبي.
///
فراشتان
تئزان في المرعى
وأنا قنديل ميت
دون فراشة.
///
الشتاء القادم
سأبتاع قبرا وأهديه
إلى مصاص الدماء.
///
ظلك يبكي
مثل أقحوانة
على حافة السهو.
///
أيها الأب
غيمتك الكثيفة
مثل بومة مينيرفا.
///
لم تذر شريانا إلا ومزقته بأسنانها
تلك اللبؤءة
التي ابتلعت قاربي الصغير.
///
لم أر شيئا طوال حياتي
لكن رأيت أشياء كثيرة في النوم.
رأيت الحقيقة
مثل إمرأة ضريرة في مبغى.
///
أنت بندقية مهذبة
وأنا صوتك الشرير
صوتك الذي يقفز مثل كلب سلوقي
وراء فريسته.
///
تركل سفينة النهار
وفي المساء تنام في قاع الهاوية.
///
الوهم هو الحقيقة
لذلك أدحض حجج النهار
منتظرا قيامة زرقاء اليمامة
قد ترشدني إلى لمع الينابيع.
///
وجه الله
يتمرأى في الكلمات الجميلة.
الشاعر هو الوحيد الذي ينزل الله إلى الأرض.
بواسطة نور الكلمات.
///
قال للحيوان :
كم أحبك يا أخي الذي لا يتكلم.
///
لما جن
اكتشف عيونا عميقة
في جسده.
///
كلب المنتاقضات
ينبح طوال الليل
في حديقة رأسي.
///
الطين يحب الطين
قال للجرة:
ما أبهاك يا أختي.
///
من صليبي صنعوا هراوة
لاغتيال الضوء.
///
تذهب الغيوم إلى دار الأوبرا
في الليل
إلا غيمة واحدة
تنام على سريري
مثل بنت من السيراميك
تمضغ فستق ذكرياتي ببطء.
ومن ركبتها
تتساقط طيور ميتة.
///
الوحدة باب
كلما أطرقه طرقا خفيفا
يفتح رويدا رويدا
تسحبني خمسون ذراعا لكائن
غير مرئي
إلى قاع ثقب أسود.
///
قلبها مدينة ملآىء بالنعوش
سرقت جميع نجومي
التي ربيتها في المنفى
بعد مؤامرة بدائية
حولتني إلى تمثال
يملأ جيبها المثقوب
بمياه السعادة.
///
المجانين ينقلون بيتي
من الضفة المتجمدة
إلى جزر السيمياء
كنت راكبا عربة يجرها ضرير
كان الهواء جسرا
والنجوم بنات يمارسن الجنس
في الفضاء
كنت أرمي النقود والفواكه للسحرة
سيكون بيتي نهرا من الموسيقى
دافئا وعميقا مثل لهيب صلاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى