الأسرة المصرية فوق الرؤوس
د. حسام لطفي | القاهرة
ألف الناس الاحتفاء بالزيجات والمواليد منذ بدء الخليقة
كان الاهتمام بمبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية “بصرف النظر عن الديانة لكون الأسرة هي مهد لمجتمع يتفرع منه رجال ونساء يلبون نداء الوطن في مواقعهم .وتملي البداهة تمتعهم باستقرار أسري ، ليتحقق لهم الأمن على أنفسهم وأولادهم ولا يجعلون للعناد مكانة فيما بينهم إن دب الشجار وبات الفراق قدرا مقدورا ..وبقى الأبناء بين الفرقاء ، حيث يسعد البعض باستخدام الأطفال كدروع بشرية ويستبيحون الابتزاز العاطفي …وتبدأ مباراة ” شد الحبل” ويسقط الأطفال ضحايا لعبة فرضت عليهم فرضا ولم تكن أبدًا اختيارا من جانبهم .. وقد تكون الأم شديدة التعلق بالابناء فيفرض عليها الأب التنازل عن حقوقها المالية . فيكون ” الخلع” بحكم قضائي أو” الطلاق على الإبراء” بإرادة مغيبة ..
وتجد الأم نفسها وحيدة في دنيا ..الكل فيها مشغول عن الآخر بعمله وحياته ، وتسعى إلى أن تحقق طموحات الأطفال على حساب حياتها الدنيا ، وفي توقيت محدد تنتقل الحضانة إلى الأب ، وتفقد مسكن الحاضنة وأجر الحاضنة وتبدأ رحلة السعي للحصول على مأوى ..قد يكون لدى قريب لم تألفه أو بعيد يجب أن ترتضي بزواج منه ليكن لها بديل للحائط ، حيث ضل رجل ولا ضل حيط” ..
وفي أثناء هذا كله يتنازع الأزواج الأولاد ..فكل منهم يجتهد في استمالتهم ، حيث يتعلم الطفل ” الانتهازية” ويستبيح” الكذب الأبيض” ليعظم مكاسبه …ويتبارى الأزواج السابقين في تضييق الخناق على الأهل في مجلس الرؤية” فيحجبون الجد أو الجدة والعم والخال ..فيجد الطفل نفسه بغير ” أسرة كبيرة” يلقي بنفسه في أحضانها لينمو لديه الجانبين الوجداني والعاطفي ،فلا ينشأ سويا بل ” منزوعا”من شجرة ..
لهذا كله ندعو الجميع إلى الالتفاف من حول الأسرة ، ولو انفصمت عرى الزوجية، ولتكن مبادرة حماية الأسرة المصرية نهج حياة ..فليس كمثلها شيء …وهو ما يستأهل الالتفاف من حولها لتظل لمصر مكانتها وريادتها وتميزها وتفردها، وليكن في دعم الأزهر الشريف متمثلا في مجمع البحوث الاسلامية لهذه المبادرة حافزا للكنيسة المصرية لتدلي بدلوها وتنتقي منها ما يناسب شعبها ، وذلك كله في إطار المبادرة الرئاسية التي أطلقها رئيس الجمهورية وتممها بتأييد ما تبناه الأزهر الشريف في مجال فقه الكد والسعاية ،
لتكن الأسرة المصرية فوق الرؤوس.