دانتي يرفض الغفران في جحيمه

سمير حماد – سوريا

يقول دانتي في ملحمته الخالدة (الكوميديا الإلهية) ….(ليس الأمل غير دجّال يغشّنا باستمرار؛ وبالنّسبة إليّ، لم تبدأ السّعادة عندي، إلاّ عندما افتقدته).
كما إنه علّق عبارة شهيرة على بوابة الجحيم تقول: (أنتم أيّها الدّاخلون هنا! اقطعوا كلّ أمل)؛ لكن لماذا كتب دانتي هذه العبارة على بوابة الجحيم؟ ماالذي يملكه هؤلاء المعذبون سوى الأمل؟ هل كان لدى دانتي ثأر مع من اختار لهم الجحيم مآلاً؟

إن الذين يتألّمون كثيرا لا بدّ أنّهم يؤمّلون شيئا ما، أقلُّه أن ينتهي عذابهم، وربّما ينتظرون شيئاً أهم مهما كانوا على درجة من العلمانية، وهو أن تشملهم رحمةً إلهيّةً.
أخيرا.. ربّما يتعتاد هؤلاء المتألمون على ما هو أهمّ وهو أن يتأقلموا مع الألم؛ فيكون عذابهم أقلّ.
وفي الحقيقة.. لا نجد مسوغا لكتابة دانتي عبارته الشهيرة على بوابة جحيمه.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أخي وصديقي سمير حماد
    لدانتي مواقف غريبة من نبينا محمد وعلي بن أبي طالب حيث وضعهمافي طبقة الحجيم . وكذلك له مواقف أخرى من رشد. وقد انشر بحثاً عن ذلك بعنوان ( الترجمنةة خيانة) وهي جملة شهيرة لدانتي . وقد وقع د. حسن عثمان الذي ترجم أروع ترجمة علمية توثيقية للكوميديا بأجزائها الثلاثةونال عليها جوائز عالمية من كل الجمعيات والجامعات العالمية التي تُعنى بتراث دانتي… لكنه لم يترجم النشيد الخاص بوضع النبي محمد وعلي في الحجيم بل أشار إلى ذلك إشارة عابرة في حاشية .. تحياتي لك

  2. مُقَيِّل صغير من حضرة “الكاتب” السوري “الكبير”، مُقَيِّل إن ضُمّت سطوره مع بعضها البعض فإن حجمه لا يتجاوز حجم فقرة صغيرة في واقع الأمر، ومع ذلك فيه من التناقض وسوء التفسير وسوء الفهم ما هب ودب وما زاد حتى عن عدد فُقَيْراته الأصغر
    باختصار شديد، كما يستحق المُقَيِّل، الهدف من فقدان الأمل تبعا لقول دانتي هو الشروع في الشعور بالسعادة، والمسوَّغ لعبارته على بوابة الجحيم التي تدعو الداخلين إلى فقدان الأمل، إنما تدعوهم إلى الشروع في الشعور بالسعادة حتى لو كانوا في الجحيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى