أدب

الروح الذائبة في قصيدة “رق لي” لشاعر العُماني سعيد الصقلاوي

بقلم: الناقدة د. سامية الدريدي

أولا – قصيدة – رقّ لي

رِقَّ لِي
‎فالليالي أتْعَبَتْني
‎بالضَّنى
 
واسْتوى
‎في عيوني
‎خَبَراً مُستوطِنا
 
كيفَ لِي
‎أنْ أُخَبّيهِ
‎ وأجْفو الشَّجَنا
 
وأنا
‎ رغْمَ ما بي
‎بكَ أبْقى مُؤمِنا
 
وأنا
‎ لكَ روحي
‎طائرٌ يَشْدو المُنى
 
وأنا
‎ لكَ أحْلامي
‎وأفْراحُ الهَنا
 
رِقَّ لِي
‎فأماني النّفْسِ مازالتْ هُنا
 
وهُنا
‎ذِكْرَياتٌ أوْرَقَتْ في دَمِنا
 
وهُنا
‎زَهرةُ الأيّام في بُستانِنا
 
رِقَّ لِي
‎ما يزالُ العُمّرُ يُبْدي الأحسنا
 
هلْ لِغَيْثِكَ
‎ أنْ يروي الجفافَ المُزْمِنا؟
 
هلْ لِروضِكَ
‎أنْ يهدي لنا حُلْوَ الجَنى؟
 
هلْ لِجَفْنِكَ
‎ أنْ يُلقي لنا بَعْضَ السَّنا؟
 
رِقَّ لِي
‎ذابَ قلبي فيكَ
‎ قد ذُبْتُ أنا

الترجمة إلى الفرنسية:

Aie pitié de moi
Mes souhaits sont toujours là
Ici
Les souvenirs retrouvent
Leurs feuilles dans notre sang
Ici
La fleur des jours est toujours
Dans notre jardin
Aie pitié de moi
La vie continue à nous montrer le meilleur
Peux-tu, par ta pluie,
Apaiser la sécheresse persistante?
Peux-tu par ton paradis,
Nous offrir une douce récolte ?
Ta paupière peut-elle
Nous offrir un peu d’éclat ?
Aie pitié de moi
Mon cœur afondu en toi,
Et c’est ainsi que je suis !

Aie pitié de moi
Mes souhaits sont toujours là
Ici
Les souvenirs retrouvent
Leurs feuilles dans notre sang
Ici
La fleur des jours est toujours
Dans notre jardin
Aie pitié de moi
La vie continue à nous montrer le meilleur
Peux-tu, par ta pluie,
Apaiser la sécheresse persistante?
Peux-tu par ton paradis,
Nous offrir une douce récolte ?
Ta paupière peut-elle
Nous offrir un peu d’éclat ?
Aie pitié de moi
Mon cœur afondu en toi,
Et c’est ainsi que je suis !

ثانيا – القراءة النقدية

قرأنا بشغف قصيدة جميلة لسعيد الصقلاوي ،فيها يناجي المعشوق بعبارات بليغة و صور موحية بمنتهى العشق و الرقة .انها قصيدة قامت على معجم يتنازعه الشجن و الفرح ،اليأس و الأمل، الشكوى و الرضا مما يعكس توتر نفس عاشقة تذهب في العشق كل مذهب وتبحر في بحر من الشوق والوله لا يلوح له شاطئ. و الشاعر في هذا النص يصوغ الحب مناجاة و اعترافا و استجداء للوصل الذي كنى عنه بالغيث الذي يروي القلب بعد طول عطش و بالروضة الغناء تهديه حلو الثمار وبالنور من جفن الحبيبة يضيئ له الحياة .

و يعترف الشاعر العاشق بالعجز كل العجز عن السلو فكيف لمن تغلغل العشق فيه أن يسلو؟ وكيف لمن اجتاحه الشوق أن يتجلد؟ و هنا تأتي البلاغة واضحة في تشبيهه الذكريات بنباتات اورقت في جسديهما بل في عروقهما و دمائهما، وحين يشبه الايام بالزهرة اليانعة في بستانهما ،فكيف لما أورق و اينع الا يقطفا؟

و لكن البلاغة تبلغ اوجها حين ينهي الشاعر قصيدته. بابتهال عاشق اضناه الشوق و اتعبه الهجر ابتهالا فيه نفس صوفي واضح فقد ذاب القلب أولا ليذوب صاحبه ثانيا إذ لا معنى للتفريق بينهما ،فما العاشق الا قلب حائر.

من هنا ندرك أن القصيدة تذوب شوقا و تقطر رقة ،فيها صدق وبلاغة لافتة تؤكد دون شك قدرة سعيد الصقلاوي على نحت المشاعر بالكلمات و اذابة المعاني في الألفاظ فتذوب نفس القارئ عشقا للقصيدة كما ذابت روح صاحبها شوقا. و لأننا أحببنا القصيدة نقلناها إلى الفرنسية و من العجب انها حتى بلغة أعجمية كانت في منتهى الرقة والسحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى