أدب

الزمن الموحش

تهويمات في الساعة الهامدة من الليل

فايز حميدي | السويد
-١-
لإبتسامة جدتي طعم البخور
في حضرة صوفية
مثل شعاع شمس صباحية
يأتي صوتها
في كرنفال الضوء تدمع نجمة
خيطا من نور
كانسياب الدمعة على الخد
كاختباء الزمن ساكنا بين الأشجار
كانتحار ضباب الوديان المتصاعد
فوق سفوح الجبال
أطل على قبة السماء
المسكونة بأرواح الشهداء
قبل أن أنام
في عب جدتي
وأعد النجوم بخفقات
رموشي الحائرة ..وأسألها :
لماذا تبكي النجمة يا جدتي ؟
وتجيبني أن إنسانا جميلا
قد رحل ! !
وأن للأحلام أعيادها يا بني ! !
وللهمسات الحائرة قواميسها
في الصدور الحانية
فالحب جنون في لحظة وعي
وتغفو وفمها ينبض بالدعاء …
-٢-
يذهب فصل وتأتي فصول
يقول رجل موجع القلب
اغتالته فجائع الغربة
فعاش مثلما تشاء الظروف
لا كما يشاء القلب ..
في لسانه طعم المرار
حزنه قارة لا ضفاف لها
وروحه تقرحت من يباس الملح
وظلم ذوي القربى ..
لأحلامنا يا جدتي
في هذا الزمان
رائحة حرمان يابسة!!!
-٣-
تأخذني الذاكرة بعيدا
إلى عوالم النوارس
ويلفني الثلج
وتنعيني أشجار البتولا
في زمن العسس والقتلة
أريق دمي …
مثل فراشة مسكونة بالنور
أنبش حبيبتي من مسامي
وألمسها بعيني المتعبتين
فيزداد اشتهائي ..
فذاكرة العشق هي ذاكرة النور
هي ذاكرة الجوري والياسمين
ومحنة العاشق انه لا ينسى أبدا
هناك انتحرت المشاعر والأوطان
بناب أسود ..
ونامت الذكريات والحكايا
هناك ..هناك ..غاب المكان
وتنفس الظلام …
محبتي .
(القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى