لا تعذلوهم….

عماد الربيحات |الأردن

هجرٌ وحجرٌ واللقاءُ بعيدُ
والصبرُ ينقصُ والحنينُ يزيدُ

أعليكَ أشكو من قضائِـكَ بالجَفا
أم أشتكي مما قضى (الكوفيدُ)

ضِدَّانِ ضدِّي في الحياةِ توافقا
وكِلاهمـــا متمـردٌ وعنيــدُ

مَلَكٌ وشيطانٌ فكيف تَحَالَفا
ومتى تقرّبَ للذميمِ حميدُ

أم في سبيلِ البُعدِ عن أحبابنا
يتعانقُ القدِّيسُ والعربيدُ

كم صمتُ شهراً عن موائدِ وصلهم
وقضيتُ دهراً والهلالُ وليدُ

والناس تحيا العيدَ بعدَ صيامِها
إلا صيامي لا يَليهِ العيدُ

نشكو لهم منهم ولا عجبٌ فهم
للشوقِ جمرٌ والوصالِ جليدُ

حكموا علينا بالفراقِ وفرّقوا
منّا قلوباً لم تَسِعـها البيدُ

حتى صناديد الرجالِ رأيتهم
لم ينجُ منهم في الهوى صنديدُ

صَرَعوا الضواري عُـزَّلاً بأكفِّهم
وصَرَعنَهم بالناعساتِ الغيدُ

هذا مصيرُ العاشقينَ فجُلُّهم
إثْــرَ الصبابـةِ فاقدٌ وفقيـدُ

يتسابقون على الغرامِ وقد رَأوا
أنْ ليسَ بينَ الواصلينَ سعيدُ

فمَضَت عصورٌ والمواجعُ نفسُها
لم يأتِ فيها للقلوبِ جديدُ

قلبٌ تلوَّعَ لا يفارقُه اللظى
شوقـاً وآخرُ باردٌ وبليدُ

والكلُّ يشكو من مراراتِ الهوى
والكلُّ يسعى للهوى ويريدُ

وكأنَّه مُلْكٌ تورَّثَـهُ الفتى
وجَنَاهُ إبنٌ بعدَهُ وحفيدُ

أو موردٌ سرُّ الحياةِ بمائهِ
يفنى ابنُ آدمَ دونَـهُ ويبيدُ

ما رَدَّ مَن وَرَدوا عليهِ تكدُّرٌ
أو صدَّ من وفدوا إليه صَديدُ

أو كفَّهم رغمَ الشواهدِ حادثٌ
أو راعَـهم مِن مانعيهِ وَعيدُ

فالعاشقون همُ الدُّعاةُ لِمَذهبٍ
فيهِ القتيلُ من الهيامِ شهيدُ

وبهِ الجُناةُ على القلوبِ ثلاثةٌ
ثغرٌ وعينٌ تستميلُ وجيدُ

وبحكمهِ مَن لا يكون متيّماً
هُوَ في الأنامِ مُيَتَّمٌ ووحيدُ

لا تعذلوا أهلَ الهوى فجنونهم
في ظِـلِّ عَجزِ الراشدينَ رشيـدُ

إن كان دمعُ العاشقين مُرجَّحاً
فََلُـعابُ كلِّ العاذلينَ أكيدُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى