وكل قصيدة عتق

د. ريم سليمان الخش| فرنسا

شق أنا وأناته شق
فمتى يكون لذاتنا رتق

.
ومتى شغاف القلب يحضننا
فيزيد من نبضاته الخفق

.
تسري بذات الدم مضغتنا
ولنا على رعشاتها السبق

.
ومتى يصير الحس مكتملا
ومعا بنفس التيه نندق

.
عبثية الأزمان توجعنا
ولكل وجد إن شفا عق

.
إني رأيت الزيف عالمنا
لولا بأنك وحدك الحق

.
وكذا رأيت الفتق ظاهرنا
ولنا بعمق بواطن لصق

.
فمتى إله الجبس يعجننا
وبذات إزميل لنا دق؟
***
من ذات لوح أحرف خلقت
معناي أم معناك لا فرق

.
بسطورنا أسرار ومضتنا
نور يزيد بوهجه عشق

.
تبدو كأن الحب أنطقها
هل يستقيم بغيره النطق؟

.
وحشية تبقى مقاطعنا
وكذا بذات الجذر نشتق

.
ولها التماع الحدس بارقة
فإذا رعدت تفتق الودق

.
وإذا نفخت الروح تبعثها
فمتى يكون بنفخك الخلق؟
***
الله نور الكون فاض بنا
ولنا على مشكاته دلقُ

.
مصباحه النوريّ ذوبنا
كحلا يخطّ حروفَه توقُ

.
رقراقة كالنهر أسطره
ومذاقها العسليّ مشتقُ

.
يانفحة الأسماء إنْ رشحت
بظلالنا لم يأتها رهقُ

.
أسماؤه بالصدق تحفظها
رأسُ الفضائل للورى الصدقُ

.
فإذا نأيت النفس عن كذب
وصلت له ومقامها العشق

.
وإذا قطعت حبالها عمدا
أشقيتها ومقامك الفسق
***
مغسولة بالطهر جنّتنا
ومضاءةٌ فانوسها الومقُ

.
ومباحة فالشعر نتركه
رهوا وكلّ قصيدة عتقُ

.
الشعر نهر الأرض خضرتها
وظلالها والعابق الطلقُ

.
يبدو كأنّ الوجد غيّبه !!
والغيب بعض ضفافه العمق

.
فبه تُرى الأطياف واسعة
لاضيقَ يلجمها ولا سحقُ

.
ينساب دفق الشعر في ثقة
مامسّه الإكراه والغلقُ

.
إثمٌ إذا لامسته حطبا
فإذا كبتَّ أصابه الزهقُ

.
فالنظم دون الروح بوح سدى
لالون لا احساس لا ذوق!!

.
وقصائدٌ بالشوق لاهبة
إمّا امتنعت أماتها الحرق
***
ياماء ياللماء يرشفني
وأسيلُ في (..) وعليَّ ذا الرشقُ

.
وأصيرُ من آلائه غدقا
غيما من الأشواق يُشتقُ

.
وأغور في صلصاله شبقا
نبعا يُفجّرُ واحتي الدفقُ

.
كافورة تبقى بها أبدا
أنوارك المهراقة العتقُ

.
وشفيف ضوئك خيط كوّتها
فمتى يُخاط بضوئك المقُّ ؟…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى