الأيْدِي فِي مُعجَمِ لُغَتِي
د.عز الدّين أبوميزر – القدس
سُبحَانَكَ رَبّي كَمْ مَعنًى
لِلأيدِي نَذكُرُهَا وَصِفَاتْ
***
لَا تُوجَدُ إلّا عِندَ العَرَبِ
مَجَازًا يُثرِي وَكِنَايَاتْ
***
وَالعَرَبُ اختَصّ لِسَانُهُمُ
فِي مُعظَمِ هَذِي المُشتَقّاتْ
***
فَيَدَانِ لَنَا فِي هَذَا الجِسْمِ
وَلَكِن فِي المَعنَى عَشَرَاتْ
***
مَنْ تُوصَفُ بِالخِفّةِ يَدُهُ
فَتُحِيطُ بِهِ كُلّ الشّبهَاتْ
***
إنْ بِالصّدفَةِ دَارَ حَدِيثٌ
فِي بَلدَتِهِ عَن سَرِقَاتْ
***
وَفُلَانٌ يَدُهُ مَاسِكَةٌ
فَهُوَ لِمَعنَى البُخلِ أدَاةْ
***
وَيَدِي فِي حَلْقِ فُلَانٍ تَعنِي
المَنَّ عَلَيهِ هُوَ بِالذّاتْ
***
وَبِقَولِك فِي يَدِهِ خَرقٌ
فَهُوَ كَرِيمٌ ذُو نَفحَاتْ
***
لَا يَحسِبُ لِلفَقرِ حِسَابًا
وَهُوَ لِنَبتِ الكَرَمِ حَيَاةْ
***
أمّا مَنْ يَدُهُ هِيَ وَالكّفّ
عَلَيهِ الألفُ مِنَ اللّعنَاتْ
***
فَهُوَ الظّالِمُ وَالمُتَجَبّرُ
وَالمُفتَقِرُ إلَى الرّحمَاتْ
***
أمّا مَنْ يَدُهُ قَد طَالَت
فِي الخَيرِ فَقَاضٍ لِلحَاجَاتْ
***
وَالوَاضِعُ بِحِزَامِكَ يَدَهُ
فَأجِرهُ وَلَا تُضِعِ الحَسَنَاتْ
***
وَمِنَ المَرأةِ نَطلُبُ يَدَهَا
وَبِذَا تَبتَدِىءُ الزّيجَاتْ
***
وَالعَاجِزُ يَدُهُ رَهْنُ القَيدِ
بِلَا أقفَالٍ أوْ زَرَدَاتْ
***
هَذَا هُوَ غَيضٌ مِن فَيضٍ
فِي بَطنِ الكَلِمَةِ مِن كَلِمَاتْ
***
وَكَثِيرٌ مِنهَا بَعدُ لَدَيّ
وَتحمِلُ صُوَرًا مُختَلِفَاتْ
***
وَلَوِ استَرسَلتُ لَطَالَ حَدِيثِي
وَامتَلَأت مِنهُ الصّفحَاتْ