مقال

“حكايتي مع الكتابة”

"لكل منا حكاية ساهمت في تغير مجرى حياته"

الروائية اللبنانية مريم هرموش | القاهرة

“ان حياتنا الحقيقية هي تلك التي تتكون في أحلامنا أثناء اليقظة”

“جميع الأشخاص لديهم القدرة على كتابة قصصهم الخاصة وانا أومن بهذا كما أؤمن بأية حقيقة مطلقة”.

قال الفيلسوف الهولندي – سبينوزا: “ان الأشياء التي أخاف منها او التي تخاف مني لا يمكن ان يكون لها هذا التأثير إلا إذا تأثر بها العقل أولاً”.
وقد أضاف ألبرت ايليس – مؤسس مذهب العلاج النفسي الانفعالي: “إن البشر وكذلك مختلف الأمور لا يمكنهم ان يشعرونا بالقلق الا إذا شعرنا نحن بالقلق نتيجة اعتقادنا بان مثل هؤلاء الأشخاص والأشياء سوف يسببون لنا القلق”.
ويضيف رالف والدو ايمرسون: ” اننا نصبح على نفس الحالة التي نفكر بها على مدار اليوم”.
كما قال شكسبير ذات مرة: ” ليس هناك ما هو حسن وما هو سيء ولكن التفكير يجعلنا نرى بعض الأمور على انها حسنة والبعض الآخر على أنها سيئة”.
ويقول ابراهام لينكولن: “ان الناس يشعرون بالسعادة عندما تكون السعادة هي ما بداخل عقولهم”.
ولقد لخص تورمان فينسنت بيل ذلك بقوله: “قم بتغيير افكارك وبذلك تغير عالمك”.

ان مستقبلنا يتشكل عن طريق الأفكار التي تكون لدينا غالبا، حيث اننا نصبح نفس الشكل الذي نفكر فيه…

حين قرأت كتاب ” وين دبليو. دايلر – سوف تراه عندما تؤمن به” لم أكن أعلم أنه سيترك كل ذلك الأثر في نفسي وانه سيكون السبب الرئيس في تحويل مساري.
يأخذنا الكتاب الى آفاق بعيدة للإدراك الذاتي وإمكانية إعادة توجيه مسار الحياة من خلال تفجير القوة الكامنة بداخلنا.
تمنيت كثيراً وأنا أتصفح الكتاب، أن أملك شجاعة كاتبه وأسعى خلف شغفي دون خوف أو تردد كما فعل.
تملكتني الفكرة، واستحوذت علىّ رغبة قوية في أن أتحرر من كل ما يكبل روحي ويمنعها من التحليق عالياً في سماء شغفها بعد أن استنفذتها مسؤوليات الحياة وتحدياتها المتلاحقة وكادت أن تجردها قسرا من أحلامها…

يقول وين دبليو. دايلر في كتابه: أنه بعد خيبات قاسية أدخلته في نفق مظلم لا نهاية له، وما ان سمح بالرحيل لكل ما يعيق مشاعره ويتسبب في بقائه خلف أسوار ذاته العاجزة، زالت عن عينيه الغشاوة وأصبح طريقه أكثر وضوحاً أمامه، ليبدأ أولى خطوات تصحيح مساره وهو في منتصف العمر. اختار الطريق الأقل ارتياداً من قبل المسافرين كما اسماه “روبرت فروست” – وأصبح حراً في التقدم بثقة في اتجاه احلامه.

بدأ يكتب عن تجربته وصحوته الروحية وينقل خبرته في مجال تخصصه في علم النفس الاستشاري ليساهم بذلك على حد قوله في إنقاذ أرواح ضائعة ضلت دروبها في سراديب هذا العالم المادي. وبالرغم من أنه لم يكن لديه أي مصدر دخل يعتمد عليه في خوض تلك المغامرة بعد أن تخلى عن وظيفته في التدريس ولكنه كان يملك بداخله ينبوعا متدفقا من الإرادة والإيمان. ودعم عائلته التي ساندت قراره وآمنت به.
وفي وقت قصير حقق حلمه وتصدر كتابه قائمة أعلى المبيعات في أمريكا في أقل من عام واحد، بعد جهد دؤوب، ومثابرة، وقلب يملأه اليقين بتحقيق ما يصبو إليه. أصبحت تتسابق عليه فجأة معظم المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية التي كانت تتجاهله بالأمس القريب حين حاول ان يطرق أبوابها.
تعتبر كتبه الى الآن الأعلى مبيعا، وقد احتل اسمه المركز الثاني على قائمة الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم في مجال علم النفس والتنمية الذاتية.

وتكمن أهمية قصة ” وين دايلر” بالنسبة لي، في أنها كانت الشعلة التي أضاءت لي الطريق ودفعت بي نحو أولى خطواتي في طريق شغفي الذي ظل يلاحقني طيلة مسيرتي.
وحين أسأل لماذا أكتب ـ ولمن…؟
” أكتب لكي أتنفس بعيداً عن صخب الحياة… أكتب لقارئ لا أعرفه ولا يعرفني يصل بيننا جسر ممتد من الانسانية والوعي والفكر …”

مؤلف الكتاب نجيب محفوظ نجيب

♦️كتاب “الحكاية” ستتعرفون من خلاله على حكايات مختلفة وملهمة للعديد من المبدعين الرائعين المشاركين في هذا العمل، وسيصدر قريبا عن دار ببلومانيا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى