تبّت يداك

جبرا حنونه | فلسطين

الطفل الفلسطيني يخاطبُ الجنديَّ القناص :

سأرميكَ بالغضبِ المتعطشِ للقتلِ والموتِ

لونِ الدماء

سأرميكَ بالبؤسِ بالفقرِ..

بالبسماتِ الحزينةِ تحتضنُ الوجهَ في كبرياءْ

سأرميكَ بالخوفِ ينبضُ في صدرِ أمي

وبالحزنِ يغمرُ قلبَ أبي

ويحرقُ قلبَ أخي … وصديقي وعمّي

سأرميكَ بالطلقاتِ التي تعشقُ الدمَ والنارَ فوراً

سأعطيكَ لحمي لتنثرَهُ في ثنايا الدروبْ

سأعطيكَ عظمي لتشعلَ فيهِ أوارَ التجني

سأرميكَ بالنارِ تحرقُ قلبكَ في لحظاتِ التمنّي

وحينَ تنامُ بجانبِ طفلكَ في الليلِ

أينَ ستهربُ مني؟

سأرميكَ بالطلقاتِ الرشيقةِ تنهشُ جسمي

سأرميكَ بالخوفِ بالصمتِ والذلِّ والإزدراءْ

سأرميكَ بالبسمةِ العذبةِ القاتلة

سأرميكَ بالطهرِ مرتسماً فوقَ وجهِ الصغيرِ

الذي جندلتهُ يداكْ

فأينَ ستهربُ من وجهِ إبنك؟

أينَ ستهربُ ممنْ أتاك؟

وكيفَ ستقضي الليالي بجانبِ طفلك؟

كيفَ ستحضنهُ باليدينِ الملطختين ؟

وكيفَ تطوفُ على وجنتيهِ أصابعكَ الضاغطاتِ على الطلقاتِ؟

كيفَ تقبِّلُ هذا… وكيفَ تقبِّلُ ذاك؟

كيفَ ستهربُ في غفلةٍ من ضميركَ

كيفَ ستهربُ في لحظةٍ من خطاك؟

وكيفَ ستهربُ من هلوساتِ الليالي الطويلةِكيفَ ستهربُ؟

تبتْ يداكَ… تبت يداك

ك

و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى