النَبَأُ العَظيمُ

إحسان البصري الموسوي | العراق

يومٌ مُريعٌ

كانَ يومُكَ في البريَّهْ

فَهْوَ امتدادٌ للدِما في الغْاضِريَّهْ

وَدَمٌ يسيلُ

علىْ الشفاهِ فَتَبْسِمُ

وَعواطِفٌ غَضْبى ولَحْظاتٌ عَصِيَّهْ

يومٌ بِهِ

سادَ الشعورُ الغاضِبُ

يومٌ تَضَّرجَ بالدماءِ الحيدَرِيَّهْ

 بِفَمي

صراخات البَرِيَّةِ كلها

فأَنَا اللَّهيبُ وحِرْقَةُ النَفس الأبِيَّهْ

ياآلَ أَحْمَدَ

مُهْجَتي مَقْروحَةٌ

مَسْفوحَةٌ في هذهِ الذِكرى الدَمِيَّهْ

يَاآلَ أَحْمَدَ

إنْ ذَكَرتَ مُصابَكمْ

بَكَتْ الجَوارِحُ واكْتَوَتْ نَفْسي الأَسِيَّهْ

للهِ دَرَكُمُ

فديتمْ أنْفُساً،

وعلى مَدَى التَأريخِ أرْواحاً فَدِيَّهْ

فَرَّعى

الإلهُ مقامَ طه فيكمُ

في آيةِ القربى لكمْ خيرُ الوصيَّهْ

أخلاقُكُمْ

أرجُ الندى نَبويَّةٌ

فاقَتْ لَعَمْرِ اللهِ أخلاقَ البَريَّهْ

تجلونَ

للأبصارِ كلَّ خَفيةٍ

منْ بعدِ ماسادتْ خرافاتٌ صَديَّهْ

كُنَّا نُعاني

في ظَلامٍ جُشَّماً

فَعَسى تُرَدُ لنا الحَياةَ الشَّاعِرِيَّهْ

نرجو الفكاكَ

فأشرقتْ شمسُ الضحى

يوماً ، وشاءَ اللهُ أن تبقى عليَّهْ

….

أَأَبَا الأئمَّةِ

أنتَ صنو محمدٍ

وَبِكَ انتَهَتْ كل الصِفاتِ الجَوْهَرِيَّهْ

….

أَأَبَا الأَئِمَّةِ

أنتَ صبْحٌ مُسْفِرٌ

وبِكَ انْجَلَّتْ كل الظلالاتِ الخَفِيَّهْ

أَنْتَ الدَليلُ

 لِدَرءِ كل مُلِمَةٍ

والعُرْوةُ الوثْقى وكفٌ أجْوَدِيَّهْ

لاغَروَ

أنَكَ في الكِتابِ مُخَلَّدٌ

في سورَةِ النَبَأ العَظيمِ السَرْمَدِيَّهْ

لاغَروَ

أنَّكَ بعَدَ طه مرجعٌ

للمؤمنينَ وَزمرة ِالصحبِ الوَفيَّهْ

عِلْمٌ وزُهْدٌ

مَبْدأٌ وَشَجاعةٌ

كَانتْ حَياتكَ للأنامِ مُحَمَدِيَّهْ

إنَّ الذي

جَمَعَ المَزايا كُلَّها

ألقى إليكَ أحَبَّها،أسمى مَزِيَّهْ

قَدَّسْتُ

فِيكَ مَواقِفَاً وَمَنازِلاً

وَبِها جَعَلْتَكَ بَلْسماً في مُقْلَتَيَّهْ

هاأنتَ كالظلِّ

المديدِ على الورى

وبنوكَ أنوارُ العبادِ بلا مَريَّهْ

ها أنتْ

مصباحُ الهدى مُتَلأليءٌ

وبنوكَ إشعاعٌ لإبناءِ الرَّعِيَّهْ

هاأنتَ

بينَهُمُ إمامٌ عارِفٌ

مُسْتَأنِفاً فَجْرَ الرِسالاتِ النَقِيَّهْ

الكلُّ

مُحتاجٌ إليكَ لإنهمْ

نظروا إليكَ كأنكَ الشَمسُ البَهيَّهْ

هاأنتَ

في المحرابِ مُهجةُ عاشقٍ

فَلَقَدْ حملتَ إلى اللقا روحاً نَقيَّهْ

هاأنتَ

خيرُ مُدَبِرٍ ومُعَلِمٍ

تبني بِفِكْرٍ زاخرٍ بَلَداً سَميَّهْ

هاأنتَ

تحتَضِنُ اليتامى حانياً

تُعْطي وتُعْطى في غدٍ خيرَ العَطيَّهْ

هاأنْتَ

نِبْراسٌ لأحرارِ الدُنى

تَهْديْ الطَريقَ كَنورِ شَمسٍ عَسْجَدِيَّهْ

ها أنتَ

سيفُ اللهِ ميدانُ القوى

حامي حمى الإسلامِ في البَلَدِ الفَتِيَّهْ

هاأنتَ في

سوحِ المعاركِ فارسٌ

ذو الضَرْبةِ النجلاءِ والمُثُلِ العَلِيَّهْ

أرواحُها

لكَ والجسومُ ، فوارسٌ

أودتْ بها ضَرَباتُ كَفٍّ حَيْدَرِيَّهْ

مُتَمَطِّيَ

اليَعْبوبَ أنَجَبُ مَركَبٍ

وبِذي الفِقار قَطَعتَ أعناقاً بَغِيَّهْ

هذا لواؤكَ

منقذٌ ومحررٌ

ومناضلٌ مازالَ منْ إجلِ القضيَّهْ

أمَّا الهَوانُ

فقدْ أزلتَ وجودَهُ

بكَ قدْ أعزَّ اللهُ أبطالَ الحميَّهْ

قدْ كُنتَ

بينَ الناسِ قطبَ محبةٍ

متسامحاً للّكُلِّ بلْ تمحو الخطيَّهْ

فلقدْ

عدَلتَ وكانَ ذكرُكَ ذائعاً

شأواكَ يا نورَ الهدى تبدو جليَّهْ

تَتَخاذل

الأهواءُ قربَكَ والمُنى

إذْ أنْتَ طَلَّقْتَ الطماحَ الدِنْيَوِيَّهْ

ياطودَ

عزٍّ طالما نأوي لهُ

وهنتْ قوانا بعدما كانت قويّهْ

اليومَ منْ

أسفٍ بلادي أصبحتْ

حلمَ الطُغاةِ ومطمحَ النفس الدنيَّهْ

ضاقَ

الفضاءُ على الورى وكأنما

الكلُ ينتظرُ الذهابَ إلى المنيَّهْ

الحلمُ

صدَّعَهُ الردى فتَكوَرتْ

وتَقَسَّمَتْ فيهِ الأماني بالسَويَّهْ

هذا عراقُ

 الرافدينِ كأنهُ

غرَضُ الخطوبِ ومنْ يثيرُ الطائِفيَّهْ

آراءُ أهل

العقلِ قهراً فُنِّدَتْ

فَحمى الوطيسَ دُعاةُ أهل المَشْرَفِيَّهْ

الآنَ قدْ

فَرَحتْ قلوبٌ بالذي

أدمى قلوبَ الأهلِ في هذي البَليَّهْ

إن العدا

تَسْعى لِتُدرِكَ شأْوَهْا

بالفِتْنَةِ العَمياءِ والأيدي الخَفيَّهْ

فَهُناكَ منْ

نشرَ المحبةَ والندى

وهناكَ منْ نشرَ الغوى والجاهِليَّهْ

وهناكَ مَنْ

فوقَ السواتِر صامدٌ

وهناكَ مَنْ خَدَمَ البلادَ الأجْنَبِيَّهْ

وهناكَ منْ

فوقَ السحابِ مُقاتِلٌ

وهناكَ منْ قَتَلَ الشبابَ على الهَويَّهْ

وهناكَ منْ

أعْطى وأرخصَ نَفسَهُ

وهناكَ منْ سرَقَ البلادِ بلا رَوِيَّهْ

فإلى متى

ياسيدى فإلى متى

مُتَقَمِّصَاً وَجهَ ابتِساماتٍ قَصِيَّهْ

فالعَدلُ

أمسى في بلاي خائفاً

ومُلاحَقاً ومُطالَبَاً في ألفِ دِيَّهْ

وَالحالُ

أفضَعُ والهمومُ تَكالَبَتْ

والفقرُ يَسْتَشْري بِدَوْلَتِنا الغَنِيَّهْ

ذِمَمٌ

مُبَرَّأةٌ ، لصوصٌ حِرَةٌ

فَهُمُ شَياطينٌ بأثوابٍ بَهيَّهْ

في اللَّيلِ

نُسّاكٌ وفي شَمسِ الضحى

تبدو ملائِكَة النهارِ السامِرِيَّهْ

هَلَ في

القلوبِ بَقِيَة مِنْ رَحْمَةٍ

للمعْوَزِينَ الجائِعينَ الأكْثَرِيَّهْ

فَيَقُرُّ طرفي

في العراق وأنْ أرى

هذي النفوسَ كريمةً جذلى هَنيَّهْ

أأبا الحسينِ

على ثراكَ وجَدتني

ضَمْآن أَبْغي سَلْسَبيلاً كَوْثَرِيَّهْ

حتى كأني

أسْتَظِلُ منَ اللَّظى

مُتَفيَّئَاً بجوارِ جَنَّتكَ الجَنيَّهْ

ماإنْ لَبَثْتُ

تَشّوقاً وتَحنُنا

طُوِيَتْ ليَ السنواتُ في تلكَ المَسيَّهْ

ليعودَ بي

قلبي إلى ليلِ الأسى

حيثُ الأنامُ حزينةٌ تلكَ العشيَّهْ

وكأنها

عَلمتْ فهاجَتْ واكتوَّتْ

فالفجرُ في ساعاتهِ الحبلى رَزيَّهْ

وكأنكَ

السّاجِي تَيَّقَنَ موتَهُ

إنَّ الغُيوبَ وراؤها صورٌ خَفِيَّهْ

أصْبُو

إليكَ وأنتَ فيهِا غُرَّةٌ

طَلِقُ المُحَيَّا حاملاً نفساً رَضِيَّهْ

في جَنَّةِ

الرحمنِ تُصْبِحُ ساجِداً

مُتواصلاً مُتَّجَرِداً بِصَفاءِ نِيَّهْ

بَسَّامُ ثَغرِ

والرَّدى مُتَجَهِّمٌ،

في سؤددٍ تسمو جوارحكَ الرَضِيَّهْ

وإذا

بصيحَتِكَ الجليلةِ تَعتلي

فارتَدَّ مَذْعَوراً كَبيرُ  الناصِبيَّهْ

 

“فُزْتُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى