فكر

بعض من سيرة شخصيتي الثقافية

عماد خالد رحمة | برلين
لم أكن قد تجاوزت سن الخامسة عشرة من العمر إلا وكان على طاولتي الصغيرة في البيت مجموعة من الكتب والدراسات والأعمال الأدبية الهامة .التي افتتحت بها مشروع ثقافتي الشخصية.كانت مجلة المعرفة التي تصدر عن وزارة الثقافة السورية تتكدس أعدادها الكاملة دون نقصان، وقد أغراني عدد كبير من كتّابها بلغتهم وأسلوبهم الباذخ المختلف تماماّ عما هو مكتوب في كتبنا المدرسية. فتحت عيني بقطرات من دهشة سرد جرجي زيدان.. وألف ليلة وليلة.. وكتاب النكبة لقسطنطين زريق، وعدد من كتب زكي الأرسوزي وعبد القاهر الجرجاني. كانت كلها أعمال جديدة على ثقافتي التي بدأت تتبلور مع نمو حركة المقاومة الفلسطينية، والفكر القومي العربي. كنت أحفظ نهاراً قصةً طويلة لأقصها على أصدقائي ليلاً..قرأت روايات ديستيوفسكي بمتعة وشغف.. قرات الجريمة والعقاب وقرأت روايات أرنست همنغواي.. وماركيز.. كانت السبعينات والثمانينات من القرن الماضي الفترة الذهبية في سورية للنشر والترجمة وانتشار الفكر والثقافة والمعرفة. وقرأت الشعر المترجم اكثر من الشعر العربي ..لم احب قراءة الشعر العمودي كنت اشعر به كأني مطالب بالحفظ المدرسي.. كنت أقرأ أعمال معين بسيسو وتوفيق زيّاد ومحمود درويش . وأميل حبيبي. وكنت أقرأ لبدر شاكر السياب فقد كانت قصائده مزيجا من السرد والشعر..وعبد الوهاب البياتي الذي لمست ثورية كلماته ونضجها.. كما قرأت للشاعر الكبير يوسف الخطيب وأعمال الناقد الكبير يوسف سامي اليوسف. كما قرأت معظم أعمال جبرا ابراهيم جبرا، وعبد الرحمن منيف، وحنا مينة، وYسماعيل فهد اسماعيل، وقصائد ونقد أدونيس. والماغوط الذي لايشبهه أحد. وقرأت للدكتور حسين مروّة. وعلى رأس قراءاتي القرآن الكريم. أحببت جداً بابلو نيرودا ولوركا وناظم حكمت وأعجبت بحياة جيفارا وفيدل كاسترو ..وغيرهم كثير.إنهم الأبواب التي طرقتها ودخلت من خلالهم الى ممرات الكتابة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى