أدب

هل سيجدي البكاء؟

شعر: هَلْ سَيُجْدي الْبُكاءُ؟| المغرب

إِذا مـاتَ قَلْبٌ هَلْ سَـيُجْدي الْبُكـاءُ؟
وَهَـلْ تَنْـفَعُ الشَّكْـوى هُـنـا وَالرِّثـاءُ؟

***

لَقَدْ جَفَّ حَلْقٌ مِنْ صُـراخٍ بِـلا صَـدىً
وَقَـدْ هَـبَّ سَمْـعٌ حَيْثُ نَفْـسٌ تَـشاءُ

***

أَمـا فيكُـمُ قالَتْ: كَـفى مِـنْ تَـخاذُلٍ
عُـروبَـتَكُـمْ !… قَـدْ قـالَـها الْحٌـكَـماءُ

***

أَلا فَاحْذَرُوا فيكُمْ مَدى الْجُرْحِ غائِراً
وَتِلْـكَ الَّـتي فيـهـا الْأَذى وَالـدَّهـاءُ

***

فَمَنْ تُغْـلِـقُ الْبابَ الَّـتي خَلْـفَـنا، أَلا
أَلا فَـابْعِـدوهـا … كَـيْ يَـمُـرَّ الْـهَـواءْ

***

لَقَـدْ فاتَ رَكْـبٌ دُونَـنا ، ما مَشى بِـنا
وَلا نَحْنُ صِرْنا مِثْـلَما النّـاسُ شـاءُوا

***

لَقَـدْ طـارَ سِـرْبٌ مِـنْ هُـنا كانَ نائِـماً
لَـوى عــائِـداً… فـي إِثْـرِهِ الْـغُـرَبـاءُ

***

فَمَنْ سَوْفَ يَبْقى مِنْ رِفاقٍ عَلى يَـدٍ؟
وَمَـنْ هـا هُـنا؟.. فـيهِ الرِّثـا وَالْعَـزاءُ

***

أَرى جـيلَـنا يَحْـيا سَريـعـاً فَيَـنْتَـهي
كَــزَرْعٍ وَفـيـرٍ … قَــلَّ فـيهِ النَّـمـاءُ

***

إِذا ما وُجُـوهٌ قُـنِّعَـتْ ريـقَ مـاؤُهـا
وَفـاضَــتْ فَـراغــاتٍ مَـحاها الْهَـواءُ

***

فَكَـيْفَ الْأَماني أَصْبَـحَتْ عِنْدَ غَـيْرِنا
وَكَـيْفَ السُّـؤالُ الْيَوْمَ؟.. وَالــرَّدُ لاءُ

***

وَمَنْ شاءَ يَبْـقى ثـابِتـاً فَـوْقَ أَرْضِـهِ
سُـيُـخُـلي دِيــاراً، باعَـها الْـوُجَـهـاءُ

***

فَـمَـنْ سَـيَـرُدُّ الْيَـوْمَ وَجْـهـاً لِأَصْـلِـهٍ
وَشَــأْنـاً ، وَديــنـاً بـاعَـهُ الْـفُـقَــهـاءُ

***

وَمَـنْ سَـيُـعـيدُ الْآنَ قَـلْبـاً لِنَـبْـضِـهِ؟
وَمَـنْ غَـيْـرُهُ يَـقْـتَـصُّ أَنّـى يَـشـاءُ؟

***

هُوَ اللَّهُ حَسْـبي في بَـلائِي وَذُلِّـكُـمْ
عَـزائي لَكُـمْ صَحْـبي وَبَـيْـتي عَـزاءُ

***

تُـدَغْـدِغُـنا الْأَحْـلامُ يَـرْتَـدُّ وَعْـدُهـا
لِتَحْـمِلَـنا الأوهـامُ … حَـيْثُ تَـشـاءُ

***

تُـغــادِرُنـا أَسْـبـابُ مَــجْـدٍ وَعِــزَّةٍ
وَنَـزْعُـمُ شَـيْئـاً … هابَـهُ الْعُـظَـماءُ

***

دَمـي حـافِـلٌ بِالْأُمْـنِيـاتِ وَبالْـهَـوى
رُوَيْـداً … فَـهذي الْأُمْـنِيـاتُ هُــراءُ

***

سَأُعْـفيكَ مِـنّي ، إِنَّ حُـزْنَـكَ قـاتِـلٌ
وَقَـلْبـي عَـلـيلٌ … وَالْأَمـاني عَنـاءُ

***

وَوَحْـدَكَ تَقْـضي دَيْنَ نَوْمِـكَ زائِـداً
وَغَيْـرُكَ يُرْبي حَـيْثُ مُـصَّـتْ دِمـاءُ

***

سَتَـحْـتاجُ أَنْـواراً لِـقَـلْبِكَ كَـيْ تَـرى
أَمـامَـكَ رَكْـبـاً يَـقْـتَـفـيهِ الـضِّـيـاءُ

***

لِأُمَّــتِـنـا ، في كُـلِّ يَــوْمٍ ، مَـهـانَــةٌ
يَـنُـوءُ بِـهـا خَـلْـقٌ وَأَرْضٌ وَمــاءّ

***

رُوَيْـدَكَ قَلْبي مِنْ شُـواظٍ وَحُـرْقَـةٍ
أَلا كَـيْفَ لا يُـثْـنيـكَ هـذا الْـعَـياءُ؟

***

أَرى مانِعاً في الْحُبِّ قَدْ صارَ ماثِلاً
عَـلى جَـبَلٍ ۔۔۔ نـاراً وَفيـهِ الْخـيَـاءُ

***

لَعَلَّ انْشِغالَ النّاسِ أَعْطـاكَ فُـرْصَةً
فَـصـارَ يَـنـالُ الْحُـظْــوَةَ السُّفَـهـاءُ

***

قَدِ ارْتَبْتُ في قَلْبي وَفَتَّشْتُ رُكْـنَهُ
وَجَـدْتُ عُيُـونـاً … بَـثَّـها الْعُـمَـلاءُ

***

قَدِ اغْتيلَ هذا الْقَلْبُ في عُنْـفُوانِهِ
وَ قَـدْ مـاتَ شَـيْءٌ فيهِ حـاءٌ وَبـاءُ

***

أَلا أَيُّـها الُعُـمْرُ الَّذي ما انْتَـظَرْتَـني
رُوَيْـدَكَ لا تَـجْـري … فَـإِنّي أَشـاءُ

***

لَنا رِفْعَـةً لَمْ يَبْقَ مِـنْ مـاءِ وَجْهِـها
سِـوى الْمُرْتَجى في رَبِّـنا وَالدُّعـاءُ

***

إِلـهي ، لَقَدْ أَخْـفَـوْكَ عَنّا وَأَفْـرَغُـوا
صُنوفَ الْهَوى فينا ، فَطـاحَ الرِّداءُ

***

أَعِدْنا لِبَدْءِ الْخَلْـقِ ، رَتِّـبْ حُروفَـنا
وَعَـرْشِـكَ ، إِنَّـا مِـنْ عُـيـوبٍ بَـراءُ

***

أَلا أَيُّـها الْحَـظُّ الَّـذي ما عَرِفْـتَـني
عَـرِفْتُـكَ مُحْـتـالاً ، وَفيـكَ الرِّيـاءُ

***

رَأَيْـنا خُطـانا وَهْـيَ تَـكْـبُـو أَمـامَنا
جَـثَمْـنا بِـما يَكْـفي لِـمَـنْ فـيهِ داءُ

***

لَقَدْ بَعْـثَرَتْ مَعْنى الْحَياةِ وَضَيَّعَتْ
عُــروبَـتَـنا ، إِذْ عــاثَـهـا الْـغُــرَبـاءُ

***

وَإِنِّـي إِلـى هـذي الْمَـسارِحِ نـاظِـرٌ
وَأَزْعُــمُ … أَنَّ الْأَمْــرَ فـيـهِ الْأَداءُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى