مقايضة

نداء يونس | فلسطين المحتلة

يمكنني أن أرتدي ربطة عنقك،

عنقك،

يدك،

صوتك،

كما يمكنني أن أجلس في مقهى دوماغو

ويسلم عليَّ أصدقاؤك

ونخوض نقاشا حول عادتنا نحن العرب

في حفر أسمائنا على أي شيء

لأننا نؤمن أن الأبد يجب أن يتجسد خلفنا،

وعن الندوب والحفر التي نحملها

وتجري لماضٍ

نؤمن أنه يجب أن يتجسد فينا

تنفسا اصطناعيا،

وعن البلاد التي حملناها في حقائبنا

وكنا نخاف أن نضيعها في المطارات

أو يسرقها اللصوص في قاطرات الشحن

ثم اضطررنا لمقايضتها بعلبة سجائر

أو حتى بسيجارة حشيش

أو تركها لنتمكن من المرور عبر بوابات أشعة X

وقلنا عليك إن لا تشبه نفسك

حين تريد أن تكون أنت،

وعن جملة قالها شاعر:

“أستطيع أن أمشي حتى بعد سنوات الفراق

أعمى في شوارع بغداد”

وسكت،

وعن البطاقات البريدية التي لم تكن تصل

لخلل في الاسم، أو خلل في الاتجاه،

وعن الحبيبات اللواتي يخرجن من تحت الجلد

من قصبة التنفس

ومن جيب المعطف الداخلي

ومثل بطاقة الهوية

يستطعن التعريف بك،

كما يمكنني الآن أن أرتدي بيجامتك

وأنام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى