الطِّفلُ الهَجيرْ
شعر: محمد بلمو| الرباط
ها شّمسٌ تتمرَّدُ على الغُروبِ
وفي عِنانِ الثُّقوبْ
يَبْكي قَمرٌ
وها الشَّراهةٌ جامِحةٌ
على وجهِ أرْضٍ مُنْهكَةٍ
تغْرسُ ملايينَ الندوبْ
يَلْتهِمُ الجوعُ
الرَّضِيعَ
والأرضُ تضيعْ
جَحَظَتْ
عيونُ الكونِ
تَعرَّى الطِّفْلُ
إلاَّ مِنْ روحِهِ
والعالمُ صَقيعْ
أيُها الوَرْدُ
كمْ مرَّةً سَتيْنَعُ
في جَحيمِ السَّلامْ
وها قدْ ذَبُلَ الكلامْ
طاحونةٌ هوجاءُ تدورْ
على الصُّدورْ
تَغْمرُنا دِماءً
غُبارًا
جُثثًا
جَوْعَى
وأَوْهامْ
تُعذِّبُ كلَّ يوْمٍ عُيونَنا
بِصُورِ الأُفولْ
وها الطِّفْلُ وحْدهُ
يُشرِّدُه الحَديدْ
تُسْنَدهُ الجِبالُ
تُنْهِكُه الرَّمْضاءُ
تَسْكُنهُ السُّهولْ
وًحْدَهُ يَنْهضُ
في وجهِ الجُوعِ
صَامِدٌ
يأكلُ الجوعُ
الحِكايةَ
وشجرَ الزَّيْتونِ
والمشْفىَ
والمقْهىَ
والحديقهْ
وحدهْ
يَرْتقُ
جِراحَ أرْضٍ
تَسْكُنها السَّماءُ
والأنْبِياءْ
وحدَهُ يحوِّلُ خرابَكُمْ
مَشاتِلْ
يعْجنُ جُوعًهُ
بِماءِ الحَقِّ
وكثيرٍ مِنْ مِلْحِ العِنادِ
ينْهَضُ
يُصَوِّبُ
يُحَوِّلُ نِيرانَ الوَحْشِ
مَهازِلْ
وًحْدَهُ
الطِفْلُ الهجيرُ
نَاهِضٌ
صَامِدْ
يَضْرِبُ بِجُرُعاتِ جوعِهِ
فُقَاعاتِ لَغْوِكُمْ
يا أُمَّةَ المَقَاعِدْ.