مقال

الإنسان الإنسان

لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ سُوءاً، وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلًا

د. عادل جبار الربيعي/ أكاديمي من العراق

    إن من أصعب الأمور على الإنسان هو التعامل مع الآخرين وخاصة من تم فرضهم عليه في عمل أو سفر وخاصة في ظروف الإجهاد والشد الذي أصاب صميم الحياة وأصبحت رحلة شاقة من الألف إلى الياء، فماذا نتوقع من ردرود أفعال الناس وكيف يتم التعامل معهم.
ينبغي أن نتعلم أن نأخذ ظروف الآخرين بعين الاعتبار، وألا نحاكمهم انطلاقا من الوضعيات التي نصادفهم من خلالها، فنحن لانعلم حجم الضغط الذي يعيشه في بيته أو مجتمعه ولانعلم شيء عن لواعج نفسه ورغباتها. ربما حرم من شيء يحبه وقد يكون المكان الذي أنت فيه هو طموحه ذات يوم. ربما فشلت محاولاته السابقة في النجاح الذي أنت فيه فأضمرها في نفسه وأحيانا تكون الشرارة الأولى وإن كانت ضعيفة لكنها ستشعل كل موجود في الداخل فالحرص على مشاعر الآخرين ومراعاتها من شيم الكبار وعدم محاسبة الآخرين على كل صغيرة وكبيرة لأنها تزيد الأحقاد وتؤثر على مسار الحياة فالمجتمع الذي تسوده هذه الأخلاق مصيره التخلف والجهل لانشغال الناس بسفاسف الأمور وترك ماهو أهم. هذه الصغائر من الأمور مهما كانت تفاهتها إلا أنها توقف عجلة العمل والإبداع وتضع العراقيل في عجلة التطور لأن تلك المشاعر السلبية تتعاظم وتتحول إلى عمل عدواني لاتُحمد عقباه وهي دليل على علاقات زائفة والدليل أنها تنتهي بأتفه الأشياء. وللأسف الشديد هذا المرض ساد في مجتمعاتنا ودخل في علاقات الناس الاجتماعية وبدا أحدهم لايطيق الآخر ويتربص به وبكل كلمة يقولها ويحاسبه على الصغيرة والكبيرة فضاعت القضايا الجوهرية وفقدت الثوابت الأساسية وكل ذلك بسبب عدم تقدير ظروف المقابل وعدم وجود تغافل إيجابي يجني ثماره الطرفين وأحيانا هناك عجلة في الحكم ولايلبث أن تنكشف الحقيقة ويصبح في موقف لايُحسد عليه.
الحياة أقصر مما نتصور. فلربما يكون هذا آخر لقاء لك معه أو له معك وعندها لا ينفع الندم فعلينا أن نحسن الظن في من نقابله متخذين له العذر لعل ذلك يكون درسا له ورسالة تطمين وربما يكون وقعها أكبر من التهجم الذي لايزيد الطين إلا بلة(فاحمل أخاك على سبعين محملا من الخير).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى