مقال

التفاوت بين المواهب

عبد الغني المخلافي

   موهبة الكتابة لا أظنها تكفي لوحدها، سيحتاج الموهوب في البداية إلى من يصوب له كتاباته وينتشله من حالة التخبط بين الأجناس الكتابية، ويوجهه إلى الجنس الأدبي المناسب لموهبته .
من خلال عملي كمحرر تصلني بعض النصوص في أجناس أدبية مختلفة ،أجدها محلقة من حيث الإبداع، وإذا ما قستها بمعايير واشتراطات الكتابة الجيدة أجد فيها المشاكل الفنية الفادحة.
هناك مشاكل فنية لا يتنبه لها الكاتب المبتدئ في نصه والسبب عدم نضجه الفني. فالمبدع الذكي والفطن إذا ما وجد من يشير إلى عيوبه الفنية في نصه تجده بعد ذلك قد تلافاها ثم انطلق ولا يمكنك اللحاق به .غالبا ما تكون المحاولات الأولى في كتابة الشعر، كونه الوسيلة التي يحاول الموهوب التعبير من خلالها عن مشاعره وتشف محاولاته تلك عن موهبة ليس من الضروري أن تكون في كتابة الشعر، ربما تكون في كتابة القصة، أو في كتابة المقالة، أو في كتابة النص النثري. يحتاج المبدع في البداية إلى من يصحح مساره الفني . هناك من المبدعين من يتجاوز تجربة من سبقه بسنوات في الكتابة، تلاحظ ذلك وأنت تقرأ نصوصه الناضجة .أتحدث عن النضج من حيث الحرفة في الكتابة؛ مهم جداً لكي يمضي المبدع بسرعة الي الأمام . في البداية يعتمد المبدع على الحالة الشعورية ولحظات الإلهام والسليقة السليمة، فتجد كتاباته قليلة ويحتاج إلى سنوات عديدة لكي ينجز مجموعة نصوص جيدة، وإذا ما حاول الكتابة دون الإلهام والدفق الشعوري وسلامة السليقة ظهرت على كتابته الأخطاء الفنية والصياغة الركيكة؛ إلى درجة انك قد تنكر عليه نصوصه التي اطلعت عليها من قبل .

يتشكك المبدع المتخبط في موهبته وفي قدرته في الكتابة، عندما لا يجد من يرشده ويأخذ بقلمه إلى المسار الصحيح. فالمبدع يحتاج فقط إلى التوجيه وإن ظل يراوح في نفس اخطائه فاعلم بأن حدسه ضعيف وذكاء موهبته محدود.

ثمة تفاوت في الذكاء، والحدس بين المبدعين؛ ليس فقط في الكتابة وإنما في جميع النشاطات. يتكون فريق كرة القدم من 11 لاعبًا يخضعون جميعهم إلى برنامج واحد في التمارين والغذاء والتوجيه لكننا نجد واحدا أو اثنين قدراتهم فارقة عن البقية . من هذا المثال البسيط يتأكد لنا تمامًا بأن هناك تفاوت بين المواهب من حيث القدرات والذكاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى