تحقيقات

صادق ناصر الصگر يكشف حقل الألغام في رواية “هذا النهر يعرف اسمي” للروائي مرتضى كزار

حيدر الحجاج| العراق
ضمن فعالياته الثقافية المتشحة بالتميز لا سواه استضاف ملتقى ميسان الثقافي الناقد والمفكر صادق ناصر الصكر للحديث عن الرواية العربية ما بعد الحداثة _ موجهات السرد في رواية “هذا النهر يعرف أسمي ” للروائي العراقي المغترب مرتضى گزار وبالتعاون مع مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية وسط حضور ثقافي مائز من مثقفي المدينة. استهل الجلسة الشاعر والناقد رعد شاكر السامرائي بورقة اثرى فيها للناقد الصگر ومسيرته الإبداعية من جماليات ومكاشفات لها صلادتها في قوة الجرأة والوعي الكتابي لدى الصكر. بعدها انبرى لادارة الجلسة الناقد علي سعدون حيث اشار الى مكامن النقاط الحيوية في الرواية العربية وما حل ببواطنها فيما بعد الحداثة من اشكاليات وانزياحات بين دفتي القبح ومواطن الجمال ومنوها الى كتاب الارهاب والسرد الحائز على جائزة النقد العراقي في العام 2019 كونه من المرجعيات النقدية المهمة التي تستوقفنا عند القراءة والبارزة في المضمون لمسميات النقد العربي. تلاه الناقد صادق ناصر الصگر لقراءة ورقته التي تمترست في حفرياتها في كشف المسكوت عنه من احديثات الرواية العراقية وتحديد شفرات القوة والضعف. منوها على الإشارة إلى الأشياء التي نعتقد انها في المجمل تصلح للدلالة على الاشتغالات الخاصة بمرحلة العبور من الحديثة الى ما بعدها، كما تطرق الصكر:إذا تمكنت هذه الرواية من الإمساك بعمود النور اي السرد المتصالح مع نفسه بوصفه متفوقا، هل حدث ذلك لأن رؤى وتطلعات ما بعد الحداثة قد قامت بتغذية لغتها وبؤرتها الاخبارية، أي إنها بالتالي كانت فخ كبير وقع فيه گزار ولم يستطع التخلص منه والنفاذ الى جادة الواقعية والتخبط في الأسلاك الشائكة لما بعد الحداثة. وتناول الصكر الحديث عن التقانة منوها الى نقطة الشروع في الكتابة الى الرواية الحديثة وان ما استطاعت فعله هو التمثيل الدرامي لثيمة عدم القدرة على امتلاك تفسير مقبول للعالم من المحاكاة الساخرة الى السرد الكيفي الى اللاجدية المفرطة. محددا المضامين التي وقع فيها كزار من احداث وحكايات مجهرية متداخلة ومفارقات ذات طابع عشوائي نتجت عن الاحتكاك اليومي لأبطال الرواية المزعومة والتي لا تريد أن تتفاهم مع ذاتها؟
مشيرا إلى تسيد القبح وكأنه العالم الوحيد الذي يتجنى فيه بعض الكتاب الذين يبحثون عن فسحة من البريق المعتم متناسين ضفة الجمال والصدق في الواقعية التي ابتعد عنها البعض لتكريس هالة الظلامية والبؤس على الرواية لما بعد الحداثة.
وقد تناول الصكر هذه الأخطاء التي لا يمكن تبريرها أو الدفاع عن أصحابها تحت ذريعة الانصات لصوت الرواية مع ما بعد الحديثة: في قلب هذه الرواية كان ميلان كونديرا، وهو من هو، حين نتكلم عن السرد الذي اعقب روايات الحداثة، لا ينصب فخاخا قاتلة لشخصياته الشهيرة…. كل مالديه لا يتقدم خطوة داخل غابات الكتابة ما بعد الحداثة دون ان يعرف مسبقا، أين يضع الخطوة الثانية في حركة السير.
في النهاية نستشف أن كزار وقع في مطب كارثي اسمه الملل والتشظي في اقحام فصول فرعية لاتعرف ماذا تريد!!؟؟ ومن هي ولماذا حلت في متون الرواية أصلا دون الوثوب في عنصر التشويق والإثارة التي اعتدناها والتي كانت مختفية تماما في هذا النهر يعرف أسمي. ليتبرى النهر في ختام الفصول حتى من اسمه الذي لم يعرف لماذا كتبت هذه الرواية التي تم اقحامها في خانة التبشيرية لاهوار البصرة والشخصيات التي دخلت معترك دون مبرر يفي للقارئ فيما ورد؟ وفي الختام اشار الصكر بأن كزار في المحصلة النهائية، لديه فكرة عن الرواية ما بعد الحديثة فكرة “مثقف” إلا أن حقلا من الالغام كان بأنتظاره من موقع الثقافة الى موقع الفن.
بعدها فتح باب المداخلات للحاضرين والذي كان شيقا لما حملته عربة كزار الضالة عن أي وجهة تريد؟ وتحديد وجهة الحاضرين إلى المفارقات الشيقة والممتعة في جعبة الصكر في مجمل حديثه الثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى