أدب

فِكرٌ وكِبْرِيَاء

موزة المعمرية| عُمان

وقفت في معرض الكتاب في مكانها المُخصص لها لتبيع روايتها التي ناضلت طويلاً في ولادة فجرها السعيد من شقاء وكفاح صاحبة الفكر الجميل, أتاها بخطواته الهادئة النسيم ليُلقي نظرة خاطفة على الكتاب الفريد التصميم من فكر مُنجبته, سألها من باب التحدث معها قائلاً:  “ماذا تبيعين؟”.غاظها السؤال وكأنه يسألها عن شيء بخس الثمن فأردفت بالقول له:

“سُمَّاً يسري في العقول”.

 “ظننتهُ فكراً يسري للصدور”.

“أتفقهه القلوب التي تعمى في الصدور!”

“هناك قلوب تستنير بين أضلعٍ عَوجاء”.

“ومتى تكون استقامة ما هو معوَج؟”.

“كل شيء له استقامة, حتى الاعوجاج الذي نراه له استقامة بذاك العوج”.

“عذراً منك يا أخ العرب, ولكن ما أبيعه لا يستطيع عقلك أن يستسيغه”.

“ألهذه الدرجة علقمٌ هو؟!”.

“بل لم يجد من يسبره”.

“لِمَ تبيعيه إذاً!”.

“عَلِّي أجد من يفهمه”.

“قد يكون فاهمه من يبغي شرائه بنقده”.

“النقد زائل يوماً ولا سرمد يُبقي الزائلُ”.

“حيرتني يا ابنة العرب بما تبيعي هنا بقلمكِ الجاف المِحبَرة”.

 “هاتِ نقدك إذاً وخذها روايتي البسيطة الطلسمه, خذها بسُمها فعلّها تُداوي ما خلفته الأيام في كفيك, ومُقلتيك, وفكرك النابض ما بين شرايين عقلك النابض بالمرحمة”.

“ما أراكِ تبيعيني الرواية الخالدة بل أراكِ تجريني معها لمقصلة”.

“إن أرادت أن تُغرقك آزَادُوهِي فهي فاعله”.

“إذاً عليَّ أن أتحضر لجنازةٍ ملكيةٍ من قلب المُجرمة”.

ابتسم لها وغادر بهدوئه القادم معه, بينما هي عادت تستكمل مُجريات ولادة روايتها الجديدة في مُخيلتها الخصبة التي لا تنتهي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى