أدب

قداس الوجع

مالكة حبرشيد| المغرب

كل يوم أذهب نحو الليل
بأقدام متثاقلة
همهمات ترثي الانتظار
المشلوح على رصيف العتمة
مكلوما … يتمدد
بعدما استنفذ حبوب الصبر
أرجو المسافات أن تطول
كي لا أصل معبد الظلام
حيث كهنة النار يقيمون قداس الوجع=

لهمزة مكسورة … أثقلها التلويح
للراحلين….للعائدين…للقابعين
في ذاكرة النسيان
كريح تعبر محطات لا تجيء
حين غلقت الأيام أبوابها
ونبت تحت كل مدينة بركان
يؤرق صبرها …

نون مجوفة …
في حضنها نامت الخيبات …
تناسلت وأنجبت طفولة
تعتلي صهوات خيول متعبة
في ساحات المحن
توزع أوسمة الموت
ونياشين الضجر

سين….تهدهد الأحلام الباكية
في القلوب الطيبة
على أرجوحات معلقة
بين الدمع المشرد…
والعيون المهربة
نحو كابوس فاغر ذعره
لالتهام ابتسامات نيئة

ألف….تسامقت قصبا
تعزف الحكاية موالا حزينا
لجرح الذاكرة… وحكم القدر
على القرى بالغرق
في بطون الأودية
والأحجار ثابتة عند حدود الغصة
شاهرة مايات الغضب
استقبالا للناجين من لجي الانحناء

ونون أخرى تقعرت …ثم تفجرت
استجابة لدعوات شمس
لا تقبل إطعام الأفواه جوعا
كيما تغني البطون للفقر
على إيقاع الوجع الدامي
في عالم فسيح القهر
غني بالظلام…

زمرة المكلومين العائدين
من حرائق الشرود
على صدر قصيدة بلا عنوان … ينامون
ليس يمنعهم عن كتابته سوى
ليل طويل
لم يعثروا له على …ال…التعريف
ودمعات جفت في حضن التناهيد
استدارت غصة
في حلق العنادل
فهل تولد الأغاني
من حلم صلب
لا يتسرب إليه الماء والهواء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى