مقال

ماذا قدمت الأمة الإسلامية للغة العربية؟

في اليوم العالمي للغة

د. أحمد الطباخ| مصر

وهل نالت اللغة من أهلها ما ينبغي وما تستحق أن تناله وأين اهتمامنا بمصادر إنماء اللغة وازدهارها من شعر فصيح ونثر رزين وقوالب أدبية من قصة ومسرحية وغبداع وهل تم أخذ القرار بمعاقبة كتابة أسماء المحلات باسماء أجنبية وأين لغة الإعلاميين الرصينة المضبوطة بضابط القواعد فلكم هانت اللغة العربية على اهلها ونالت من اهلها الاهمال والجحود بل الضياع فلم تعد لغة أولي الأمر ممن يخطبون ويخاطبون الناس لغة مضبوطة بضوابط القواعد ولا لغة اصحاب المجالس النيابية والثقافية ملتزمة بادنى قواعد اللياقة اللغوية والذوق الأدبي الرفيع ولا قاعات الدرس في المدارس والجامعات كما كانت الى عهد قريب لغة غير مبتذلة او سوقية وإنما غدت السوقية والابتذال سمة رئيسة في كلامنا وفننا وادبنا وشعرنا ولم للجمال مكان بيننا ولا يمكن ان يتاتى الجمال الى نفوسنا واسواقنا وشوارعنا وبيوتنا ومشاعرنا اصابها الجفاف واحاطتها السوقية والابتذال وصار القبح هو السائد بيننا لان للغة دورا عظيما في السمو بمشاعرنا وترقيق اذواقنا وتنمية جمال حواسنا فلا نسمع الا جميل الكلام ولا نتكلم الا بطيب القول وهذا لا يمكن ان يتحقق الا بقوالب اللغة العربية التي خصها الله باسرار اودعها فيها فنزل القران بها وجعله بلسان عربي مبين لذلك كان للشعر دولة عظيمة لها دور عظيم في تنمية الاذواق وترقيق المشاعر وصناعة الجمال الذي ينعكس اثره بلا شك على مناحي الحياة بعد ذلك ولذلك كان للغة ملكة عند العربي يستطيع من خلالها ان يميز بين الغث والسمين والصالح والطالح والطيب والخبيث من فنون القول وجميل اللفظ بسجيته التي تربى عليها وغدت اصلا اصيلا لا يمكن الفكاك عنه التفريط فيه فهل نحن على الطريق في الاهتمام باللغة العربية وتحبيبها الى اولادنا وتبسيط قواعدها والاعتزاز بها والحرص على الكتابة بها بقواعدها النحوية والكتابية كل ذلك بعيد المنال عن التحقق وقد تم تجفيف منابع اثراء اللغة من اهمال تعليم الاولاد والناشئة القران منذ الصغر وعودة الكتاتيب في القرى والنجوع كما كان الحال الى وقت قريب وفي هذه الحالة نكون قد اعدنا للغة قدرها ومكانتها وحصنا اولادنا بالقران من الزيغ والوقوع في براثن الارهاب بالعودة الى التعليم بطريقة الكتاتيب بطريقة تربوية حديثة حتى نعيد للغة مجدها وللتعليم اتزانه ورصانته بدلا من الصراخ والعويل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى