الكتاب خير جليس

صبري الموجي/ رئيس التحرير التنفيذي لجريدة علم الثقافة

لا يغيب علي أحد أن الكتاب خيرُ جليس وهو ما يتطلب أن يحرص المرء علي صحبته، فهو الأنيسُ في الطريق، والرفيق في الإقامة والسفر؛ لما يُحصله المرء من صحبته من خلاصة فكر مُؤلفه التي تجعل القارئ يسير علي هدي السابقين، دون أن يتخبط في دروب الضلال، ومزالق الشطط.

ولا يخفي علي ذي بصر أن للكتاب فوائد عدة منها أنه يُقدم لقارئه المعلومة النافعة بأسلوب سلسٍ سهل بعيد عن الصوت الزاعق، الذي يلجأ إليه بعضُ المُحاضرين في المحاضرات والخطب بغرض الإقناع، ويخرج المستمعُ دون أن يفيد شيئا، وكثيرا ما نجد في الكتاب أيضا التسلية وقت الملل، والمُتعة وقت الفراغ، والفائدة وقت الجد والطلب، كما أنه يرسم الابتسامة وقت الحزن.

ومن فوائده أيضا، أنه يُقدم المعلومة بأسلوب مُنظم يدعمه الدليل وتوارد الخواطر التي تؤيد الفكرة التي يريد الكاتبُ سوقها للمتلقي.

كما أنه – أي الكتاب – لا يمل صحبة قارئه ولا ينشغل عنه بمصالحه الخاصة، كما هو حال بعض الأصحاب، بل يجده القارئ وقتما أراد، ويحصل منه الفائدة وقتما طلبها، دون أن يتذرع ببرودة أو حرارة، أو تعب أو إرهاق،  فهو مُتاح لصاحبه علي مدي الساعة.
فحري بمن ينشد المعلومة الصافية من الكدر أن يحرص علي اقتناء الكتاب، ولا يبخل عليه بمال، فهو أثمن ما ينفق من أجله، ويمتطي الذلول لامتلاكه، شريطة أن يتخير المرء من يقرأ له من الكتاب، لكيلا يكون حاطب ليل يجمع ما فيه هلاكه، ويتأثر بفكر بعض ممن انحرفوا عن الجادة، وجاسوا خلال الديار ينشرون فكرهم المنحرف، ومعتقداتهم الهدامة.

ومتي تحقق ذلك نكون قد فزنا بحق بصحبة خير جليس.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى