أصل الحكاية

خالد مودي |  سورية


لا يتسع الطريق لحافلة موتى
تُركت بطاقاتهم الشخصية معلقة على جدران المنازل المهدمة…
واصلا لايتسع الموت لهذه الوجوه..
ربما ينام المخيم ويصحو فلا يجد في الطرقات إلا ذاكرة يتنفس من خلالها الخلود..
هناك حيث المسافة شبه معدومة بين السماء و الأرض..
هناك حيث الأشياء جميعها مشروع شهادة
الحجارة والأشجار وحتى صكوك الملكية للأرض مشروع شهادة
العابرون بنا نسوا أخذ حقائبهم فجعلناها تحفا ً لأحفادهم المزعومين من بعدهم…
وأنت.. أنت
وأنت.. أنت
ذلك الوجه الذي يتفصد جبينه عزا وكبرياء..
أنت أنت…
أيقونة فرت من كنيسة القيامة كي تتنفس الق الرجوع..
أنت… أنت
تجاعيد كف جدتي .. وارتعاشتها وهي تشير عند الغروب إلى التلال،
وكأنها تبادلها عذرية الحب على طريقتها…
أنت… أنت
صوت المطر الذي يدلف داخل منازلنا ليخبرنا أن في الغيب بصيص أمل…
أنت.. أنت
شاهد على موت الموت في ذاكرتنا.
أنت.. أنت
ضحكات الأطفال وصراخهم عند خروجهم من مدرستهم وهم يمارسون فن تكسير الحجارة وزرعها على جنبات الطريق..
أنت.. أنت
الحلم الذي لم يعرف طعم النوم
ليبقى المخيم على أهبة الاستيقاظ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى