سوالف حريم.. أخاك أخاك
حلوة زحايكة | كاتبة فلسطينية
الشّقيق هو نصف الإنسان، والأخوة والأخوات سند للمرء مهما كان، ولا يمكنه الأستغناء عنهم، قال الشاعر:
أخَاكَ أَخَاكَ إنَّ من لا أَخ لَهُ
كَسَاعٍ إلى الهَيجَا بغَيرِ سِلاَحِ
أي الزم أخاك بشكل دائم، وشبّه الإنسان الذي لا إخوة له، والذي تخلى إخوته عنه بالمحارب الذي يدخل حربا بغير سلاح.
سمعت حكاية من والدتي -رحمها الله- تقول: يحكى أنّ أعرابيا كان عنده ثلاثة أحصنة-جمع حصان- أصيلة وذات يوم ورد بركة ماء لم يكن عليها دلوا، فكان ينزل على درج حاملا وعاء ماء يملأه ويضع لأحصنته الماء في الحوض، فشمص وصهل ورفس أقواهم على إخويه يريد أن يطردهما عن الحوض حتى يرتوي، فصاح به صاحبه من داخل البركة قائلا:
إخوتك يا قليل الأصل!
فلما سمعت الأحصنة ما قال الرجل ابتعدت عن حوض الماء عطشى وطأطأت رؤوسها خجلا، حتى قادها صاحبها واحدا واحدا إلى الحوض.
فإذا كانت الدواب ترأف بإخوتها، فما بال بعض البشر يخاصمون إخوانهم؟