الحرية في التمرد على الزناد

ريناس إنجيم | ليبيا

ربما لا تعلم … كم قلما أفنيت .. وكم ورقة مزقت .. وكم سيجارة أشعلت .. وفنجان قهوة احتسيت .. وأنا أحاول .. رسم السلام يلف خارطة وطني .. دون أن ينزف شهداء .. أو يشرد عوائل .. حتى نجحت آخر محاولاتي .. بعد أن جلسنا وجها لوجه .. أنا و رصاصة كادت تخترق محبرتي  .. راودتها عن نفسها كثيرا .. خضت معها ناقشا .. كان أقرب للذل منه إلى الرحمة .. أوَ تعلمون معنى أن يذل الإنسان نفسه .. لأجل أن يعيش وطنه معززا مكرما .. هناك أشياء تحدث في عتمة الليل  .. تجعل من النور بطل الصباح .. أشياء نمارسها خفية … تجعل ظاهرنا كريما مبجلا .. هذا ما حصل معي .. كان جل تفكيري .. واستخدامي المفرط لـ حيَلي .. في إقناع الرصاصة .. أن الحرية في التمرد على الزناد .. وأن الأمجاد لا يصنعها القتلة والسفاحين .. وأن الخلود في التخلي عن الشر  .. كأن تجعل من نفسها .. أصيص لبذرة حياة أحدهم .. أو أيقونة تزين عنق طفلة .. أو  ذاكرة  لوطن .. كادت رصاصة أن ترديه ..أكملت لوحتي .. وعلقتها على  أبواب المقابر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى