انتفاء في الذات

محمد عادل | العراق

هكذا كل ليلة، يذهب بي الخيال
إلى ما لا أريد ، وأغضب ،
فقط أحدق في جدار مظلم
وأفكر في حلق ذقني
أقف طويلا أمام مرآة في الحمام ،
المغسلة تتقطر ، كل قطرة تكسر السكون في عقلي،
ثمتَ يد ، تلوح لي من وراء الباب
أستغرق بها ، مفكرا بالقطرات
أجرح رقبتي دون أن أنتبه.
الدم كثيف ، قطرات الماء لا تصدر صوتا عاليا
الدم يسكّن الضجيج ،
هي خيال ودمعة ، وانتفاء في الظلام
لا أمسح الدم
أتركه يسيل على على طول جسدي
وألعق دمي مثل عسل
متوهج في نفسي فأتقد قوة ،
دهشتي تسكتني
أشعر بأنني أحتاج أن ألعق من دمي
أحتاج أن أحلق ذقني كثيرا
صرت أتعمد جرح نفسي كل مرة
وكل مرة أجرح فيها ذاتي ، أتناول مني جزءا :
بين أحايين كثيرة ، أصابعي
ويدي وعيناي ورقبتي ، ورأسي،
ويدي فقط هي كل ما تبقى مني.
تلوح حاملة موس الحلاقة باحثة عن جرح جديد

2020.9.25

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى