إني لأجد ريح رمضان

 د. إسلام أبوزيد | مؤرخ مصري
عندما يشتاق الحبيب إلى حبيبه، يُريد أن يرى أو يسمع عن أي علامة تدلُّ على قرب وصوله، فها هو شهر شعبان أوشك على الرحيل، ليزفَّ إلينا نبأ قرب وصول الحبيب الذي طالما انتظرناه طويلًا، فهل وجدت ريحه؟! هل رأيت كيف يستقبل المشتاقون حبيبهم؟!
عندما افترق يَعقوب عن ابنه وفلذة كبده، شمَّ ريح يوسف على بعد أميال وأميال، وقال: ﴿إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ﴾ (يوسف: 94).
فهل شمَّ أنفك ريحَ رمضان، أم أزكمتك المعاصي؟!
فيا غافلًا عن شهر القرآن، قم واستعدَّ مِن الآن، وحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تطرد زكام المعاصي بالتوبة إلى الله، وكثرة الاستغفار، وقراءة القرآن.
دعني أسألك، هل سيكون رمضان عليك هذا العام كغيره؟ أليست لك نية في التوبة؟ متى تفعل ذلك إن لم يكن في رمضان؟ لاتدعه يدركك إلا وقد كتبت كل الأشياء السيئة التي تريد التخلي عنها، صم عنها كما تصوم عن الطعام والشراب، اصبر على مر جفاها، تعود أن تتحاشاها، واهرب منها لأشياء أخرى تمثل نفعها فيك.
إني لأجد ريح رمضان!
اشتقنا إليك يا أحب الشهور إلى قلوبنا، وكيف لا وأنت شهر القرآن؟! شهر لا نشبَع فيه مِن تلاوة كلام الله، شهر يصفَّد فيه الشياطين، وتُغلَق أبواب النار، وتُفتَح أبواب الجنان.
‏يارب أدخله علّيِنَا وأنت راض عنا
‏واجعله شهرا تتبدل فيه ذنوبنَا حسنَاتٍ|||‏وهمومنَا أفراحًا وأحلامنَا واقعا.
طيب الله جمعتكم بالصلاة على الحبيب المصطفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى