” وادي السيليكون ” أخطر مشروع لتهويد القدس

محمد نوباني| فلسطين

كان واضحاً منذ الإعلان عن التوصل إلى إتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل من جهة وكل من الإمارات والبحرين من جهة ثانية والتوقيع رسميا على الإتفاقين في حديقة البيت الأبيض في واشنطن برعاية، ترامب في الخامس عشر من الشهر الماضي ،بأن الحديث يدور عن توسيع الدور الوظيفي لحكام هاتين الإمارتين ومن سيحذوا حذوهما من حكام عرب في توقيع إتفاقات سلام مع إسرائيل ليشمل الدور الوظيفي الجديد، المشاركة الفعلية في تصفية القضية الفلسطينية وليس اليمنية فقط من الأبواب الأمنية والعسكرية والإقتصادية.
وإذا ما إبتدأنا من العسكرية و الأمنية فقد مكنت الإمارات إسرائيل من السيطرة على جزيرة سوقطرة اليمنية الواقعة في البحر الأحمر ومن تعزيز تواجدها العسكري في المناطق التي تسيطر عليها الإمارات من اليمن، كما سنرى في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة تجليات أوضح لتعاون أمني وعسكري ببن الطرفين في مواجهة الحوثيين وربما ضد أطراف أخرى في محور المقاومة.
وقد سبق لي في مقالات سابقة أن أشرت إلى أن الإمارات سوف سوف يكون لها دور في إنعاش الإقتصاد الاسرائيلي وإخراجه من الأزمة البنيوية التي دخل فيها جراء جائحة كورونا وفي تمكين دولة الإحتلال من إنجاز مشاربع تهويدية بتمويل إماراتي.
وفي هذا الإطار فقد أعلنت نائبة رئيسة بلدية القدس المحتلة الصهيونية “ميلر ناحوم” أمس الجمعة أن الامارات تعتزم إنشاء مدينة صناعية ضخمة شرقي القدس تحت إسم “وادي السيليكون” تحاكي “سيليكون فالي” للتكنولوجيا بمدينة لوس انجلوس الأمربكية تشمل إقامة فنادق بتكنولوجيا فائقة في محيط مستوطنات إسرائيلية”بهدف توفير فرص عمل ذات جودة عالية”حسب قولها”.
وبحسب ما هو متوفر من معلومات فإن المشروع سيقام على أنقاض منطقة كراجات وادي الجوز الفلسطينية و التي تبلغ مساحتها ٢٥٠ ألف متر مربع وذلك بعد هدمها وتشريد أصحابها وحرمانهم من مصدر دخلهم الوحيد.
وهذا المشروع التهويدي الذي ستشارك بتمويله الإمارات بتكلفة ٦٠٠ مليون دولار الهدف ألحقيقي منه هو استكمال تهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير طابعها العربي والإسلامي.
وكان موقع”Makorrishon” الصهيوني قد كشف النقاب عن أن نائبة رئيس بلدية القدس وهي المسؤولة عن العلاقات الخارجية والتنمية الإقتصادية الدولية وملف السياحة في القدس سافرت إلى الإمارات العربية ألمتحدة مؤخراً لإستكشاف خيارات التعاون والتمكن من جمع المستثمرين لإنشاء حديقة عالية التقنية في القدس، وعلى ما يبدو بأنها عادت بإتفاقية التمويل.
على ضوء ما تقدم فإن ما تفعله الإمارات هو تورط خطير في التآمر مع أمريكا وإسرائيل على القضية الفلسطينية، ولذلك فإن المطلوب ليس حض قيادة السلطة الفلسطبنية، كما فعل رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري على الاستفادة من إتفاقهم مع إسرائيل لخدمة القضية الفلسطينية، فهذا كلام هراء؛ بل عزلهم ودعوة شعوبهم لإسقاطهم بدلاً من مغازلتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى