انتصارا للحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)

المكرّم الشيخ عبد الله بن راشد السيابي

عَطَّرَّ الأكوانَ منه الدّهرَ نفْحُ
وأضاءَ الأرضَ وجهٌ منه صُبْحُ
///
وامَّحى ديجورُ جهلٍ مظلمٍ
عمَّ كلَّ الكون مِن دَهيَاهُ قُبْح
///
وأتى البِشْرُ  سريعًا مشرقًا
تتجلّى منه آياتٌ وفتح
///
جمع الله به شَمْلَ المَلا
بعد تفريق وبغي فيه بَرْحُ
///
حقَنَ الله به سيلَ الدِّما
بعد ما عمّ من الشحناء لَفْح
///
سيّدي خيرُ البرايا مذ أتى
للدُّنا حلّ بها بِشْرٌ ونُجْح
///
سيّدي أحمدُ نورٌ للهدى
وهوَ في الأخلاق محمودٌ وسَمْح
///
يا أمينَ الله بالوحي الذي
جئتَ والقرآنُ أحكامٌ ونُصْح
///
ومن السنّة نورٌ وضيا
وهداياتٌ بها للخَلْق رِبْح
///
تبتغي إنقاذَ قوم ظلموا
أنفسًا قد مسّها ضُرٌّ وقَرْحُ
///
فاستجابت للنِّدا نفسٌ بها
من إضاءات الهدى بِشْرٌ ولَمْح
///
فترقّت للمعالي مذ غدت
في قويم النهجِ للإيمان تنحو
///
وأقامت شِرْعةَ الله وذي
غايةُ الدين وللإصلاح نفْح
///
لكنِ النفسُ التي ما وُفِّقت
للهدى ضلّ بها رأيٌ وشَطْح
///
وقفتْ سَدًّا وصفًّا مانعًا
وبها عن دعوة المختار كَشْح
///
كلّما قد شَعّ نورٌ في الفضا
يحملُ الهَدْيَ وللتضليل يمحو
///
أظهرتْ حِقْدًا وبغيًا طافحًا
مسّها منه جَراحاتٌ وبَرْح
///
فهي كالحيّة سُمًّا ناقِعًا
تنفثُ الشرَّ له غِلٌّ ولفْح
///
يا غلامَ المَكْر  ياحَرْباءَهُ
فمتى من ظلمة الأحقاد تصحو
///
أزمةٌ فيكَ غدت ظاهرةً
تتجلّى ليس في الإسلام قَدْح
///
سيرةٌ منك بها كلُّ البَلا
والخَنا فيها خَلاعاتٌ وفَضْح
///
وجَنَتْ منكَ لسانٌ مُذْ هذَتْ
لمقام المصطفى للدين صَرْح
///
قلتَ ذي حريّة للرأي ما
أقبحَ الرأي إذا ما صحّ شَطْح
///
أنتَ تحميه وتعلي شأنه
لو أتى فعلاً وذاك الفعلُ قُبْح
///
آهِ ما أعجبَ صُنْعَ الناس في
عصرنا إذ يقطع الأحشا ويلحو
///
قلبوا الباطل حقًّا والهدى
لوّثوه وهوَ الأعلى الأصحُّ
///
زَكِمَتْ منهم أنوفٌ مسّها
من خبيث القول آلامٌ ورَشْح
///
آهِ سيفُ الحق أضحى مُغْمَدًا
ما له زَنْدٌ ولا نصرٌ وفتحٌ
///
خَوَرٌ في القوم ينتابُهمُ
وخلافٌ ومُعَاداةٌ وقَدْح
///
أصلتوا السيفَ على إسلامهمْ
وسرَتْ فيهم جَراحاتٌ وذبح
///
عدلوا عن منهج الله إلى
منهجٍ فيه من البطلان طَفْح
///
كيف نرجوا أمّة ذا حالُها
لتغيثَ الدين أم قلْ كيف تصحو
///
أمّةَ الإسلام عُودي واتْبعي
منهجَ المختار بالرشْد يَسُحّ
///
أمّةَ الإسلام يكفي مرتَعًا
في وخيم الذُلِّ كم في الذلّ قُبْحُ
///
قاطعي دولةَ مَن يجني على
سيّد الخلْق ومَن للخُلْق صَرْح
///
وأريهِ عزّةَ الإسلام في
موقفٍ صلْبٍ وللأعداء رُمْحُ
///
إن يَكُ الحربُ اقتصاديًّا فذا
يوجعُ الخصمَ وللإسلام رِبْحُ
///
وانصري المختار حقًّا تَسعدي
علّ خصمًا من سُبات الغَيّ يصحو
///
فإلهي ليس يرضى عن فتى
أطلق القولَ بذيئًا وهو رُمْح
///
يرسلُ الله إليه نِقْمةً
ولها من غضبة الجبّار لَفْح
///
ربِّ رحماكَ ولطفًا عاجلا
وختامًا ليَ من فضلك نفْح
///
42 وصلاةً للنبيّ المصطفى
وعلى آلٍ وصحب هيَ فتْحُ

……
الإثنين التاسع من أنور الربيعين 1442 هـ ، الموافق 2020/10/26 م .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى