وحدك يا موت لم تمت

سمير حماد | سوريا

 

كل شيء أراه يموت ويمضي
لنبكِ معاً موتك يا بلاد
موت العباد , وموت الكلام
وموت العطور، وموت العصور، وموت القمر
لنبك معا، موت الظلال، وموت الشجر.

وحدك يا موت لم تمت ..
أعرف هذا, وتعرف كلُّ البلاد ..
تطرق أبوابنا كل ليل وتدخل
من غير إذنٍ , أو طلبْ
لانرى منك سوى الحذاء, والقميص والغضب،

فأين القدم ياموت؟
وأين الجسد؟
لانرى منك سوى خاتم من فضة ,
فأين إصبعُك يا ملك؟
تصرخ , ولا فم يظهر لك
تأمرنا ساخطاً, بلا حنجرة، أو لسان، فهل نسمعكْ؟
ترانا كومض البرق، ولا عين لك
لكنك تأتي، وتسبقك إلينا الخُطا
كشجرة خضراء تصرخ ألوانها:
هَيْتَ لك، هيت لك..

تكنس الأرواح بمكنسة من شجن
أين نهرب ؟ وفي كل فجٍّ نراك؛
في الجداول و البحار والاسرّة وصحارى الوقت ،
في الزوايا بثياب مُعَمَّمٍ ، نراك ,
وعلى فرس الحرب, بثياب جنرال ,
وفي سفينة نوح .. بثياب قبطان ,
وفي المقابر يثوب كاردينال نراك
وأحيانا على صحوة حلم مؤجل تأتي
أو على جناح طائر الرخّ , تلوّح
أو عارياً على فرس بلا نعال  تحلّق
او على صهوة من نهار ، وضياء
تزورنا بلا رغبة منا ، .كما عودتنا
يا ملاك !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى