قصّة زغرودة ودماء وفوضى المفرقعات
وفاء بيّاري | فلسطين
صدرت قصّة الأطفال “زغرودة” ودماء للأديب المقدسيّ جميل السلحوت قبل أيّام قليلة عن دار إلياء حور في أبوديس- القدس.
قصّة قصيرة جاءت في ثماني صفحات تحاكي الأطفال، كما تحاكي الكبار أيضا وتعالج ظاهرة سلبيّة منتشرة بين أبناء شعبنا، ألا وهي (إطلاق المفرقعات) للتّعبير عن فرح ما كالنّجاح في الثّانويّة العامّة، أو حفل زواج، أو مولود جديد (ذكر)! أو الإفراج عن أسير محرّر من سجون الاحتلال .. إلخ. وأحيانا يصل الأمر إلى إطلاق رصاص حيّ، وما ينتج عن ذلك بالطّبع من أضرار وخيمة قد تصل إلى إزهاق أرواح بريئة، عدا عن ما تسبّبه من إزعاج للمرضى مثلا ولجيران الحيّ.
في القصّة يتأذّى رائد ابن التّسعة أعوام عندما طلبت منه والدته سوسن احضار صندوق مفرقعات؛ ليطلقها في عنان السّماء تعبيرا عن الفرحة بنجاح أخيه الذي هو ابنهازيد في الثّانويّة العامّة، والحاصل على معدّل (خمس وخمسين)، وهنا يفقد رائد من جرّاء ذلك ثلاثا من أصابعه “الابهام والسّبّابه والوسطى، “وفي هذه المعلومة تعريف من قبل الكاتب للطّفل بأسماء أصابع اليد.”
القصّة لافتة من بدايتها بعنوانها المشوّق المؤلّف من ضدّين زغرودة، وتعني الفرح والدّماء تشير إلى الحزن.
جاءتت القصّة بلغة سهلة تناسب الأطفال، وسرد مشوّق في تسلسل مشاهده التي تصف الفرح ومن ثمّ الحزن.
مدينة القدس كانت حاضرة في القصّة (وهذا عادة ما يركز عليه الكاتب من خلال كتاباته لقدسية وأهمية المكان)، وذلك من خلال نقل رائد الى مستشفى جمعيّة المقاصد الخيريّة لتلقّي العلاج، وسؤاله لوالدته الذي يدمي القلب عن فقدان أصابعه:
هل ستنبت لي أصابع جديدة بدل التي طيّرتها المفرقعات؟
هذا عدا عن الرّسومات والألوان الجميلة التي تناسب كلّ مشهد من مشاهد القصّة، والتي بدورها تجذب الأطفال وتشدّهم لقراءة القصّة.
تحمل القصّة بين سطورها ومشاهدها رسالة اجتماعيّة هامّة، وهنا أتمنّى من الكاتب أن يكتب المزيد من هذه الرّسائل التّوعويّة في مجال أدب الأطفال، بفيض قلمه المبدع الذي اعتدناه دوما. وفي هذا المجال لا يسعني إلّا أن أتقدّم بجزيل الشّكر والامتنان للأديب القدير جميل السلحوت، متمنّية له دوام الابداع والعطاء المتميّز.
1-ديسمبر-2020