رد على مقالة د. ريم سليمان الخش
الناقدة ثناء حاج صالح| ألمانيا
هذا رد على كلام د ريم سليمان الخش في مقالتها المنشورة في جريدة عالم الثقافة بتاريخ اليوم الأحد 10. 01 . 2021 تحت عنوان ( مركز لغتنا كتاب الله ولا نحتاج إلى حركة رومانسية جديدة )
..
إلى الشاعرة د. ريم سليمان الخش
هناك خلط كبير وخطير بين المفاهيم النقدية في هذا المقال ، عكس حالة من الضياع وعدم الفهم لما تتحدثين عنه مع اللاموضوعية في تقييم المفاهيم والمذاهب النقدية والأدبية التي أشرتِ إليها في غير سياقها الصحيح في مقالتك هذه .
وموقفك الغريب والعجيب من شعر التفعيلة يدلُّ على أنك لم تقرئي في يوم من الأيام شيئاً لشعراء التفعيلة الكبار والذين هم أبطال المرحلة الحقيقيون في عصرنا الحديث .
شعراء التفعيلة هم أول من شكُّلوا منعطفاً تاريخيا في حركة ومسيرة تطوُّر الأدب العربي في العصر الحديث. ولولا جهودهم الإبداعية لما كان للعصر الحديث ما يمِّيزه إبداعيا وعلى مستوى تاريخي .
وأنت تسمين مرحلتهم بمرحلة الانحطاط وتسمين أعمالهمم الشعرية التاريخية العظيمة ( هفوات ) وتدعين في مقالتك . فهل أنت جادَّة حقا فيما تقولين ؟
هل تدعين إلى نسف الأعمال الإبداعية العظيمة التي قدمها شعراء مثل ( نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وأمل دنقل ومحمود درويش ونزار قباني وأحمد مطر ومظفر النواب وسعاد الصباح ..وغيرهم كثير ) فقط لأنهم قاموا بتجديد الشكل الإيقاعي للشعر العربي وكتبوا على إيقاع التفعيلة ؟
هل فكَرت بنتائج مثل هذه الدعوة ؟
إذا نسفنا هذه الأسماء واعتبرنا مساهماتها التاريخية التي ميَزت العصر الحديث بخصائصه الأسلوبية وميزاته الأدبية وسماته الإبداعية التاريخية ، فما الذي سيتبقى لدينا لكي نحافظ عليه ؟ ..هل سيتبقى شيء ؟؟؟
ومن جهة ثانية ، فإن الخلط بالمفاهيم اعتمد في مقالتك أساسا على القياس إلى لغة القرآن . فهل من الضروري أن يكون الإيقاع غير الخليلي مرتبطاً بتضييع اللغة وعدم تمركزها و ميوعتها ؟
خذي مثلا اللغة الشعرية عند شعراء المقاومة الفلسطينية الذين كتبوا شعر التفعيلة مثل محمود درويش أو سميح القاسم وخذي من العراق نازك وبدر شاكر السياب وأحمد مطر ومظفر هل تستطيعين اتهام لغتهم الشعرية بالميوعة ، مع أنهم كتبوا شعر التفعيلة أساسا ؟
ثم إنني لا أعرف حقيقة فهمك لمذهب الرومانسية وسبب عدائيتك لها. ومن العدجب قولك” إننا لا نحتاج إلى الرومانسية ” فهل ترين أننا لا نحتاج إلى ما كتبه إيليا أبو ماضي أو جبران خليل جبران أو أبو القاسم الشابي أو خليل مطران أو عبد الباسط الصوفي وعمر أبو ريشة ..وغيرهم كثير جدا ؟؟؟
ومن الأعجب من العجب عدائيتك للبنيوية ، وهي مذهب في النقد لقراءة النصوص الأدبية يعتبر النص الأدبي وحدة مغلقة ويحلل لغته فقط . فإذا كنا لا نحتاج للبنيوية فهاذ يعني أننا لا نحتاج للنص الأدبي ذاته أيا كان شكله ومذهبه وإيقاعه . وهذا يعني نسف كل الآداب من الحضارات البشرية في كل مراحلها التاريخية .
فهل تدركين أبعاد كلامك ؟
وشيء آخر أعجب من ( الأعجب من العجب) وهو تأييدك للنظرة الدونية للمرأة عند من يصفون اللغة المائعة بالميوعة (الأنثوية) مع أن من يستخدم هذه اللغة هم الذكور والإناث/ مع ربطك هذه الميوعة بانعدام الأخلاق . فهل تريدين القول إن الأنوثة بحد ذاتها هي مصدر وسبب التدهور الأخلاقي حيثما وُجِد هذا التدهور؟
أي تمييز عنصري غير منطقي وغير مقبول منك تمارسينه على المرأة وتبشرين به مع أنك امرأة ؟