الإعلامي محمود الحسيني لجريدة عالم الثقافة: الصحافة الرقمية في حلبة منافسة

حاورته: ريم العبدلي  | ليبيا

محمود الحسيني صحفي مصري عضو لجنة العلاقات العامة في الاتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية، وخبير إعلام  دولي لدى معهد الموجز العربي الدولي للتدريب والتطوير الإعلامي، وباحث أكاديمي لدي مركز العربي للأبحاث والدراسات الإعلامية ومستشار إعلامي لدى الاتحاد العربي الأوروبي للتدريب والتحكيم وفض المنازعات سيرته الذاتية تطول وتطول التقيناه سريعا وأجرينا معه هذا الحوار العاجل…

حدثني عن نفسك ؟

محمود الحسيني، صحفي مصري بعدة جرائد مصرية وعربية.

كيف تقيم وضع وصناعة الصحافة في الوقت الحالي؟

بالطبع عانت الصحافة الورقية في مصر خلال السنوات القليلة الماضية من أزمات عدة بسبب التطور التكنولوجي وارتفاع أسعار الورق والمطابع والأزمات الاقتصادية، ما أدى إلى تناقص أعداد التوزيع لعدد من الصحف التي اضطر بعضها إلى إغلاق أبوابها وتسريح الصحفيين العاملين بها، أو التحول إلى مواقع إلكترونية دون إصدار نسخ ورقية

تواجه الصحافة الورقية أزمة وجود على مستوى العالم واتجهت أكثر الصحف الورقية للإصدار الإلكتروني.. فما رأيك بذلك؟

لقد ظفرت الصحافة الورقية على مدى عقود بتتويجها على عرش الإعلام المقروء، وذلك قبل أن تتغير أدوات صناعة الإعلام، وقبل أن يتم توظيف التقنيات الحديثة المتطورة تباعاً في تقديم ما يُسمى بالإعلام الجديد أو الإعلام البديل، أو الإعلام الفوري، أو إعلام المواطن -سمه ما شئت- حيث ينقل للمتصفح الخبر الآلي، والصورة الحية، والمتابعة المستمرة، لكل ما يجري في العالم مباشرة، وبسرعة فائقة، مدعوماً بالصوت، والتواجد في موقع الحدث، ما يعني أن الصحيفة الإلكترونية تقوم بما تقوم به وسائل الإعلام التقليدي مجتمعة، من إذاعة، وتلفزة، وصحيفة ورقية، وكأن الصحافة الرقمية في حلبة منافسة معها جميعًا

هل يمكن فهم وسائل الإعلام في العالم العربي على أنها سلطة رابعة أو كثقل موازٍ للسلطة السياسية؟

الوسيلة الإعلاميّة الفاعلة، والمُهمّة، هي تلك الوسيلة التي تُحقِّق أعلى نِسَب الانتشار، والتأثير في المجتمع، وهذا يتطلَّب دراسة مُتعمِّقة، وفهماً للمجتمع، والإعلام في آن معاً؛ فوسائل الإعلام ليست مُؤسَّسات معزولة عن مجتمعها، كما لا يمكن أن تنجح وسيلة إعلاميّة دون العمل على نَسْج المضامين، والرسائل بأسلوب العَرْض المُقنِع، والمُشوِّق للفئة الجماهيريّة المَعنيّة بها، ويُعتبَر تعدُّد وسائل الإعلام، وتنوُّع أنماط عَرْضها للمحتوى دليلاً على تنوُّع الجماهير؛ إذ إنّ لكلّ فئة جماهيريّة في المجتمع ما ينسجمُ معها من قنوات، وصُحف، ومجلّات، وإذاعات، فمُحصِّلة هذه العمليّة الاتِّصالية بين مُنشِئي المحتوى، والمُتلقِّين له هو تنمية شعور، أو سلوك مُعيَّن نحو الرسالة المُقدَّمة، حيث إنّ الإعلام يُروِّج فكرة، أو مُنتَجاً، أو قناعة ما، والجمهور يبدأ بتبنِّي هذه القناعة تدريجيّاً.

ما أهم الصفات والمهارات والأخلاقيات التي يجب أن يتمتع بها المحاور الصحفي الناجح؟

بالطبع هناك صفات تجعل المحاور متمكناً وناجحاً وتجعل الناس يحبون محاورته والحديث إليه منها :

الأمانة والصدق: يجب أن تتصف بالأمانة والصدق في جميع أحوالك، وخاصة أثناء مشاركتك في الحوار، وذلك أثناء طرحك لموضوع اجتماعي، أو اقتصادي، أو علمي أو غيره.

قدِّم التحية لمن تحاوره وبروح مرحة، وعرِّف بنفسك وبالإدارة التي تعمل بها.

دَعْ فقرتك الافتتاحية تسترعي انتباه من تحاوره.

لا ترفع صوتك: يحسن بالمحاور ألا يرفع الصوت أكثر مما يحتاج إليه السامع أثناء الحوار.

لا تتحدث مع زميلك وأنت في حوارٍ مع شخص آخر.

استخدم اسم من تحاوره في أول (10) ثوانٍ، وانتبه إلى لقبه الصحيح والمركز الذي يشغله.

مازحِ الشخص الذي تحاوره مهما كان فظَّاً.

الاتفاق على أصل يرجع إليه في حالة الاختلاف على مسألة وردت في الحوار تكون الفيصل الذي يستند إليه المتحاورون.

اللباقة: وهي ( أن تقول أكره الأشياء وأقساها بأرق العبارات وأحلاها).

رباطة الجأش وهدوء البال: حاول أن تصبح هادئ البال عند النقاش، و تبادل الآراء أثناء الحوار.

حضور البديهة: كلما كنت حاضر البديهة كنت محاوراً ناجحاً باستحضار المعلومات، و التحضير المسبق، و توقُّع الأسئلة، والحضور الذهني.

قوة الذاكرة: المحاور قوي الذاكرة غالباً يكون حواره ونقاشه مترابطاً مع بعضه البعض.

استخدم نبرةَ صوتٍ مرحة وهادئة حتى تتمكن من شد انتباه الحاضرين.

يجب ألا ينعكس مزاجك على صوتك أثناء الحوار.

إذا كنت مستعجلاً اعتذر عن بدء الحوار، وحدِّدْ موعداً آخر للحوار.

لا تستخدم عبارة (يجب عليك القيام بـ ……….).

قارن النظام الجديد الذي تريد إقناع مستمعك به بنظام مألوف لديه.

أكِّدْ في ختام حوارك على الأعمال التي تريد أن تنجز.

لا تتناول الأكل أو الشرب أثناء المحادثة، ولا تتحدث مع من تحاوره وفمك مشغول.

استخدم (يمكنك) لتقول (لا) بطريقة لبقة.

استعمل الكلمات الإقناعية: ( جديد..مجرب..فعال..الخ).

الإلمام بالمشكلات الإنسانية والأوضاع العالمية.

الاستشهاد بالقصص وعرضها بأسلوبٍ جذاب.

الحوار بطريقة السؤال: تنوع أساليب الحوار ومنها السؤال (الاستفهام) للحصول على معلومات تستطيع أن تجعل منها عناصر حديثة، و طريقةً لإشراك المحاور في التفكير معك و إبداء و جهة نظره.

التفريق بين الفكرة وصاحبها: تناول الفكرة بالبحث و التحليل، أو بالنقد و النقض بعيداً عمَّن هو صاحب الفكرة.

عدم اتهام النيات، على المتحاورين عدم اتهام نية صاحبه والطعن في مقصده..

 

كلمة نختم بها الحوار

الصّحافة مهنة ليست بتلك السّهولة؛ فهي مهنة شاقّة وتتطلّب الكثير من الجُهد لنقل الخبر أو المعلومة بكلّ صدق وشفافيّة؛ فالمعلومة المُفيدة يُمكِن أنْ تكون ضارّةً إذا لم تُنقَل بشكل صحيح، والالتزام بأخلاقيّات المهنة يدعم مهامّها، وهي المساعدة في الكشف عن الحقيقة، والتأثير في الرأي العامّ، والتعبير عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى