قراءة في في التجربة الشعرية للشاعرة السورية شاديا عريج
بقلم: شاكر فريد حسن
شاديا عريج شاعرة سورية لها حضورها في المشهد الثقافي والشعري السوري الجديد، يتوحد في نصوصها الحب مع الوطن وهموم الإنسان.
شاديا عريج من السويداء عاصمة جبل العرب، تعمل مدرسة لموضوع الرسم، ولجت عالم الأدب والإبداع منذ سنوات بعيدة. شاديا تكتب الشعر والخواطر الوجدانية والنصوص النثرية، وتنشر كتاباتها ونتاجها الشعري والنثري في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية السورية والعربية، وتحظى كتاباتها بإعجاب واستحسان القراء والنقاد والدارسين. وكان قد صدر العام 2018 لها ديوان شعر بعنوان “لغة الروح”.
تتناول شاديا عريج في كتاباتها الكثير من القضايا والموضوعات والهموم الإنسانية، تحاكي فيها الحب والوطن والطبيعة والإنسان وشجون المرأة وسحر الطبيعة والجمال وروح أمها، التي عز عليها رحيلها وما زالت تندب هذا الرحيل الموجع.
شعرها فيه نبض وحياة وفضاءات ومشاعر دافئة ونبض وجدان متدفق، ويعتمد على الكثافة والتركيز ورؤية واضحة تنفتح على فضاءات الروح. ونلمس في قصائدها جمال الكلمات ورقة الألفاظ والمفردات والموسيقى الداخلية، التي تعطي ايقاعًا عذبًا وجاذبية وجمالية فنية وسحرًا أخاذًا للنص.
وقصائد شاديا عريج مترعة ومتأججة بالمشاعر والأحاسيس الجيّاشة، وصادرة من أعماق القلب والوجدان بشكل عفوي وتلقائي، ومعانيها مفهومة وواضحة، بعيدة عن التكلف، فهي وليدة الشعور واللواعج الداخلية واللحظات الآنية والأجواء الوجدانية التي تحيا فيها وتحس بها. وهذا هو الشعر الصادق الخارج من القلب إلى القلب، فيلامس الشغاف ويدخل إلى أعماق القارئ والوجدان والمتلقي دون استئذان. وكما قالت شاديا ذات مرة:” كتاباتي حافلة باللمسات الإنسانية المرهفة والشفافية، فيها حس تعبيري عالٍ وأسلوب لغوي واضح سهل ممتنع مليء بالإيحاءات، يصل بسهولة لكل من يقرأ حرفي”.
لنسمع شاديا عريج تقول في قصيدتها “لكم تشدو القوافي”:
تنهضُ الحروفُ مختالةً
تتفجرُ ينابيعُ لأجلكم
زلالًا..
تزهو القصائدُ ربيعًا
لمن كانَ بدرًا فصارَ
هلالًا..
يا سائلًا عنا دروبَ الهوى
نخوضُ ساحاتِ العشقِ
قتالًا..
والفؤادُ ينبض بالمحبةِ
وما كنتُ يوماً بحبكم
مفضالًا..
بفضلكم أزهرت بساتينٌ
بعد أن كانَ ربيعُ العمرِ
محالًا..
وخيرُ الطباعِ تواضعُ
لله دركم ما أجملَ
الأطفالا…
هيهات يحظى بالرضا
من فجَّر الدمعَ وقطَّع
الأوصالا..
لقد خابت بكم الأماني
بعد أن كنتم قدوةً
ومثالًا..
الناس معادنٌ على الأرضِ
والرجال قولٌ يترجمُ
الأفعالا..
لازلتم رغم التنائي
شدو الحروف والقوافي
ونجماً بسمائي يلمع
ويتلألأ.
تجربة شاديا عريج لها أنساقها ودلالاتها وفضاءاتها المختلفة، تجربة محملة بالشعرية، ومفعمة بالشفافية والصفاء الروحي، تمنح ماءها من الخيال، ومن ملح الحياة.. الحب الإنساني بكل أنواعه وألوانه وتصنيفاته، وهي تسير في طريق الإبداع الواسع بمراميه، وفي بحر الكلمات المتشعب بروافده بكل ثقة وتؤدة.
فللصديقة الشاعرة شاديا عريج أجمل التحيات، متمنيًا لها مستقبلًا شعريًا زاهرًا مبشرًا بكل ما يحمل ذلك من آمال عريضة في دنيا الشعر والإلهام والتجلي الذي يتطلب الصبر وطول الاناة. وبانتظار ما يخطه اليراع والقلب والروح من نصوص شعرية ونثرية وخواطر وجدانية، تطرب لها الافئدة.