الخليل.. (أربع) و(حبرون)؛ تعددت الأسماء والخليل واحد
د. حنا عيسى | رام الله – فلسطين
“ورِثوا النخوةَ جيلاً بعدَ جيلْ.. لا تسَلْني فبديهي يا حبيبي.. إنَّهمْ أهلُ الخليلْ..قامةٌ مثل النخيلْ..إنْ دعا الداعي يهبُّوا..والبُراقْ، تلكَ للدنيا دليلْ..ليسِ منْ شخصٍ سينسى..ذلكَ العزمُ الأصيلْ”
الخليل مدينة فلسطينية، ومركز محافظة الخليل. تقع في الضفة الغربية إلى الجنوب من القدس بحوالي 35 كم. أسسها الكنعانيون في العصر البرونزي المبكر، وتُعتبر اليوم أكبر المدن الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة، حيث قُدر عدد سكانها حالياً 136،221 نسمة ،وتبلغ مساحتها 42 كم2.تمتاز المدينة بأهمية اقتصادية، حيث تُعتبر من أكبر المراكز الاقتصادية في الضفة الغربية . وللخليل أهمية دينية للديانات الابراهيمية الثلاث، حيث يتوسط المدينة المسجد الابراهيمي الذي يحوي مقامات للأنبياء ابراهيم ، واسحق ويعقوب ، وزوجاتهم.
تُقسم مدينة الخليل حاليًا إلى البلدة القديمة والحديثة، وتديرها بلدية الخليل التي تأسست عام 1927، كما أنها مركز محافظة الخليل التي يضم التقسيم الإداري الحالي لها العشرات من القرى والبلدات، ويُقدر عدد سكان المحافظة حالياً بأكثر من 227،782 ألف نسمة. تقع البلدة القديمة بمحاذاة المسجد الابراهيمي . وهي عبارة عن أزقة وبيوت ودكاكين قديمة، وتحتوى على العديد من الأسواق. تقوم إسرائيل بإغلاق أجزاء كبيرة منه وتنشر قوات من الجيش الاحتلالي الإسرائيلي فيها لوجود تجمّع حديث لليهود الارثوذكس يسعى للسيطرة على العقارات في تلك المنطقة.تسيطر إسرائيل على حوالي 20% من مساحة المدينة بحسب اتفاق اعادة الانتشار في الخليل في عام 1997، ولكن تتحمل السلطة الفلسطينية إدارة الشؤون المدنية للفلسطينيين فيها.يحيط بالمدينة أيضًا الكثير من المستوطنات الإسرائيلية، أكبرها مستوطنة كريات اربع ، والمستوطنات والتجمعات اليهودية تحتكم لجسم بلدي منفصل.
(سميت مدينة الخليل بهذا الاسم نسبة إلى نبي الله إبراهيم الخليل، ويعتقد أنه سكن المدينة بمنطقة الحرم الإبراهيمي الشريف بعد هجرته من مدينة أور السومرية، سميت المدينة أيضا بقرية أربع نسبة إلى ملك كنعاني اسمه (أربع)، وسميت بعدها (حبرون) نسبة للملك عفرون الحثي الكنعاني)
المعالم السياحية والأثرية الدينية
الحرم الإبراهيمي:
الذي يعتبر أيضاً من أهم المنشآت المعمارية التي ارتبطت باسم مدينة الخليل، ويقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة الحديثة، ويحيط بالمسجد سور ضخم يعرف بالحير، بني بحجارة ضخمة يزيد طول بعضها على سبعة أمتار بارتفاع يقارب المتر، ويصل ارتفاع البناء في بعض المواضع إلى ما يزيد عن خمسة عشر متراً، ويرجح أن السور من بقايا بناء أقامه هيرودوس الأدومي في فترة حكمه للمدينة (37 ق.م- 9م)، وشيد السور فوق مغارة المكفيلة التي اشتراها إبراهيم عليه السلام من عفرون بن صوحر الحثي، والتي هي مرقد الأنبياء إبراهيم ويعقوب وأزواجهم عليهم السلام.
وفي العهد الروماني بنا القائد هيرودوس الآدومي حول المدفن سور ضخم لحمايته من التعديات يعرف بالحير، حيث بني بحجارة ضخمة يزيد طول بعضها على سبعة أمتار بارتفاع يقارب المتر ويضل ارتفاع البناء في بعض المواضع إلى ما يزيد عن خمسة عشر مترا.
مع انتشار المسيحية في عهد الإمبراطورية الرومانية اتخذ من المكان وحرمه كنيسة دمرت على أيدي الدولة الفارسية الوثنية إبان احتلال فلسطين عام 614 ميلادي.
وفي عهد خلافة بني أمية أعيد إعمار السور الأدومي كما رفعت شرفاته العلوية مع السقف وظلت مقامات الأنبياء بالقباب وفتح باب في الجهة الشرقية واتخذ مجدداً في عهد الخليفة العباسي المهدي.
بعد احتلال المدينة من قبل إسرائيل في عام1967م، شرع المستوطنون اليهود بالاستيطان في محيط المدينة ثم في داخلها، حيث يوجد حاليا خمس مواقع استيطانية يهودية وهي مستوطنة تل الرميدة، والدبويا، ومدرسة أسامة بن المنقذ،وسوق الخضار، والاستراحة السياحية قرب المسجد الإبراهيمي الشريف.
تعرض المسجد ولا يزال يتعرض للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة من قبل الجنود والمستوطنين؛ بهدف تحويله إلى معبد يهودي، ومن أفظع ما تعرض إليه المجزرة البشعة التي ارتكبت في الخامس عشر من رمضان 25/2/1994 من قبل الإرهابي الإسرائيلي جولد شتاين أحد مستوطني كريات أربع بينما كان المصلون ساجدين في صلاة الفجر، وقد ذهب ضحية هذه المجزرة 29 مصلياً، فضلاً عن جرح العشرات، وعلى أثر المذبحة تم تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود كسابقة في تاريخ المساجد الإسلامية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
التكية الإبراهيمية
أو “تكية إبراهيم”، وهي جمعية خيرية تقع بالقرب من المسجد الإبراهيمي تقدم الطعام المجاني للفقراء والأسر المحتاجة على مدار العام وخصوصًا في شهر رمضان، ما جعل مدينة الخليل تكتسب شهرة واسعة بأنها “المدينة التي لا تعرف الجوع أبدًا.” يعود عمر هذه التكية منذ العام 1279م، حين أنشأها السلطان قالون الصالحي في زمن صلاح الدين الأيوبي. ويقول أهالي الخليل إن تاريخ التكية (الزاوية) يعود إلى عهد النبي إبراهيم الذي وُصف بأنه “أبو الضيفان” حيث كان لا يأكل إلا مع ضيف كما كان يقدم الطعام لعابري السبيل من ذات المكان الذي توزع فيه التكية الطعام هذه الأيام.
بركة السلطان:
تقع وسط مدينة الخليل إلى الجنوب الغربي من المسجد الإبراهيمي، بناها السلطان سيف الدين قلاوون الألفي الذي تولى السلطة على مصر والشام أيام المماليك بحجارة مصقولة وقد اتخذت شكلا مربعا بلغ طول ضلعه أربعون مترا تقريبا.
متحف الخليل:
يقع في حارة الدارية قرب خان الخليل وكان في الأصل حماما تركيا عرف باسم حمام إبراهيم الخليل وبقرار من الرئيس ياسر عرفات حول إلى متحف.
الكنيسة المسكوبية
تقع في حديقة الروم الأرثوذكس غربي المدينة بنيت في مطلع القرن الماضي مساحتها 6002م مبنية من الحجر على أرض مساحتها 70 دونما وهي الموقع الوحيد الخاص بالمسيحيين في المدينة.
البلوطة (المقدسية)
تقع بالقرب من كنيسة المسكوبية وهي اليوم شبه ميتة، موجودة على جبل “الجلده”، وهي كبيرة وضخمة وجافة يحمي أغصانها أسلاك غليظة وعليها سياج يحيط بها، ولا يسمح لأحد بالدخول إليها حفاظا عليها، باعتبارها بلوطة مقدسة، وحولها توجد شجرات بلوط يانعة ولكنها كبيرة يعتقد أنها نبتت من بذورها. يرجح بأن عمر هذه الشجرة يزيد عن خمسة آلاف عام. كنيسة المسكوبية تقع في حديقة مضيفة الروم الأرثوذكس في ظاهر المدينة الغربي، وقد بنيت في مطلع القرن الماضي، وهي الموقع الوحيد الخاص بالمسيحيين في المدينة، مساحتها (600) متر مربع تقريباً مبنية من الحجر على أرض مساحتها (70) دونماً واتخذت في مخططها شكل الصليب.
رامة الخليل
ويطلق عليها اسم (بئر حرم الخليل) كانت تقوم في ضوء المنطقة قديما بلدة تربينتس وهي تقع بالقرب من مدخل مدينة الخليل الشمالي الشرقي، وعرفت المنطقة في عهد الإمبراطور الروماني هدريان (117 – 138 ميلادي) كمركز تجاري مهم حجارة بنائه مماثلة لحجارة المسجد الإبراهيمي لم يتبق منها سوى ثلاث مداميك في بعض المواضع، ويوجد في المنطقة الجنوبية للموقع بئر مسقوف بني بالحجارة إلا أن السقف محطم في بعض المواضع وبالقرب من البئر توجد أحواض حجرية صغيرة تستخدم لسقي الحيوانات.
مسجد ابن عثمان
يقع بالقرب من سوق السكافية والمربعة بالبلدة القديمة في أول حارة العقابة وفي الطريق المؤدي إلى المسجد الإبراهيمي، وهو أقدم مساجد المدينة بعد المسجد الإبراهيمي وتلحق به مطهرة (ميضأة) المسجد.
منتزه الكرمل
تم انشاؤه على أراضي بيت كاحل، مقابل مشتل وينابيع وادي القف، وفيه يوجد مسبح كبير بمواضفات أولمبية.