تحقيق نسبة مزرعة الفقير إلى الصدقات النبوية
أ.د. عنتر صلحي عبد اللاه(1) أستاذ بجامعة جنوب الوادي -مصر
في هذه المقالة نستعرض معا الصدقات النبوية بالمدينة المنورة – وهي البساتين التي آلت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم بالمدينة – ثم توفي عنها فكان ما تركه – صلى الله عليه وسلم – صدقة-، ونذكر أسماء ومواضع هذه البساتين، ونقدم الرأي القائل باعتبار مزرعة الفقير المشهورة بقصة سيدنا سلمان الفارسي منها، ونقدم طرحا جديدا في استثناء مزرعة الفقير من مجموع الصدقات، ونحاول أن نبرهن على صحة هذا الطرح بما يفتح الله به ويسره لنا.
قصة الصدقات النبوية:
قال ابن إسحاق في السيرة النبوية: «قال بن إسحاق: وكان من حديث مخيريق، وكان حبرا عالما، وكان رجلا غنيا كثير الأموال من النخل وكان يعرف رسول الله بصفته وما يجد في علمه وغلب عليه إلف دينه فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد، وكان يوم أحد يوم السبت، قال يا معشر يهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق. قالوا: إن اليوم يوم السبت قال لا سبت لكم. ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول الله بأحد وعهد إلى من وراءه من قومه إن قتلت هذا اليوم فأموالي لمحمد يصنع فيها ما أراه الله. فلما اقتتل الناس قاتل حتى قتل. فكان رسول الله فيما بلغني – يقول مخيريق خير اليهود وقبض رسول الله أمواله فهي عامة صدقات رسول الله بالمدينة منها.
و ذكر الواقدي(2)أنه أسلم واستشهد بأحد وقال الواقدي والبلاذري: ويقال: إنه من بني قينقاع ويقال من بني الفطيون كان عالما وكان أوصى بأمواله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي سبع حوائط: الميثب والصائفة والدلال وحسنى وبرقة والأعواف ومشربة أم إبراهيم فجعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم صدقة. قال عمر بن شبة(3) في أخبار المدينة: حدثنا محمد بن علي حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر بن المسور عن أبي عون عن بن شهاب قال: كانت صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أموالا لمخيريق فأوصى بها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهد أحدا فقتل بها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “مخيريق سابق يهود وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبشة “ . قال عبد العزيز: وبلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع.
وكما نرى فمخيريق مختلف على نسبته؛ فالواقدي ينسبه إلى بني قينقاع، وابن هشام ينسبه إلى بني النضير، وربما سبب نسبته إلى بني النضير أن اسمه بالكامل هو: مخيريق بن النضير.
الخلاف في أصل مخيريق:
ويناقش الدكتور عبد العزيز الكعكي(4)المسألة بقوله «إن المؤرخين قد اختلفوا في أصل مخيريق، فمنهم من قال إنه من بني قينقاع كما رواه ابن شبه، ومنهم من قال إنه من بني النضير كما رواه السمهودي عن الواقدي، وفي هذا رأي. فإن كان من بني النضير فلماذا لم يتم إجلاؤه معهم بعد مقتل كعب بن الأشرف بستة شهور؟، وأما إذا قلنا أن مخيريق هذا كان من بقايا بني قينقاع فلماذا لم يجل معهم حين غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر في شوال وهو في شركه في اليهودية!».؟ وأضاف الكعكي «لم نر فيما بين أيدينا من كتب ومصادر تفيد أن مخيريق قد وادع النبي حتى يبقى في المدينة دون غيره، وعلى هذا نؤكد هنا ما ذهب إليه ابن إسحاق فيما قاله في مخيريق بأنه كان أحد بني ثعلبة بن الفطيون، أي من أصحاب مشربة أم إبراهيم من بني قريظة، وفيهم يقول السمهودي عن ابن زبالة «وثعلبة وأهل زهرة بزهرة وهم رهط الفطيون»، وقال السيد السمهودي(5)«إنه من بني عمرو بن قريظة».وأوضح أنه بناء على ذلك فإن أموال مخيريق كانت في بني قريظة ويسقيها وادي مهزور، ويتابع الكعكي بقوله «وقد لوحظ وجود بعض التداخلات في أصل هذه الأموال، فمن المؤرخين من نسبها إلى بني قريظة ومنهم من نسبها إلى بني النضير، وهنا تناقض كبير فلم نر أو نجد أو نسمع أحدا منهم قد أشار إلى أن أموال بني قريظة يسقيها مذينب، ولا أن أموال بني النضير يسقيها مهزور، فكلهم على علم أن أموال بني قريظة لا يسقيها إلا وادي مهزور بشعابه، وأموال بني النضير لا يسقيها إلا مذينب ولكل مساره وطريقه في الحرة حتى يهبط إلى الصدقات من الشرق في اتجاه الغرب».
أقسام الصدقات:
(الصافية – حسنى – المشربة – الدلال – برقة – الأعواف – الميثب)
معاني أسمائها:
وكما نرى من أسماء هذه البساتين، يطلق اسم كل واحدة منها على اسم البئر الواقعة به، غير أن أسماء الآبار نفسها لا تخلو من التفاتة لطيفة لمعانيها. فالصافية تشير إلى عين ماء صافية، وحسنى للعين المستحسنة عذبة الماء، و الدلال (الدلاء) تعني العين الوافرة المياه كثيرة الدلاء (جمع دلو)، والمشربة تعني وجود بناء من دورين يمكن للمقيم بالقسم الأعلى منه رؤية الناس من أعلى دون انكشاف (مشربية) وفي بعض الروايات تكتب (المشرفة) أي التي يُشرف منها من علٍ. والأعواف تعني الأضياف أي عين الماء التي يقصدها الغرباء وينزلون ضيوفا على أهلها، أفواجا وأرسالا. والبرقة – في المعجم الوسيط- هي الأرض الغليظة ذات الحجارة والرمل. والميثب مشتقة من المثابة وهي العودة (ثاب إلى رشده يعني رجع)، فهي تعني الأرض المحبوبة التي يشتاق الناس للعودة إليها، وفي القرآن: “وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا” [البقرة: 125]. غير أن الميثب في الكتابات العبرانية لها معنى آخر. وعندهم تنطق المثيبة (بالإبدال) ישיבהوهي المدرسة الدينية، وقد كان هناك مدرستان هما الاشهر في العالم إحداهما في صورا والاخرى في بومباديثا في العراق وبعدهما مدرسة قرطبة في عهد عبد الرحمن الثالث المشهور بالناصر. ورغم أن معظم الباحثين يكتبونها (اليشيفا) بتعريب الكلمة العبرية، إلا أن بعض الباحثين يعتمد على كتابات اليهود العرب في الأندلس والمشرق قديما حيث يكتبونها (المثيبة). وهذه المعلومات الأخيرة من حديثي مع الدكتور هيثم محمود أستاذ الأدب العبري بجامعة جنوب الوادي، والدكتور فؤاد الدويكات(6) أستاذ التاريخ اليهودي بجامعة طيبة.
ومن نافلة القول أن هذه البساتين السبع هي التي عنتها السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها عندما طلبت من سيدنا أبي بكر رضي الله عنه ميراث أبيها صلى الله عليه وسلم، فأخبرها بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم: لا نورث، ما تركناه صدقة”. فقالت الزهراء قولتها الشهيرة (لا أكلمكما أبدا) تقصد أبا بكر وعمر، والتي أسيء تفسيرها بمعنى المغاضبة، والمعني الصحيح (لا أكلمكما في هذا الأمر مرة أخرى أبدا بعد أن علمت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) وإلا فالزهراء هي أحرص الناس على رضا أبيها صلى الله عليه وسلم حيا وميتا، ورضاه متحقق بطاعته واتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
والذي أتصوره هو أن اليهود بالمدينة كانت لهم مدرسة لتعليم الدين في الميثب، وكنيسا للعبادة هو المدراس ביתמדראשو اللطيف أن تكون الاثنتان (المدرسة والكنيس) واقعتين في اثنتين من الصدقات النبوية (الميثب والمشربة)، وقد حقق السيد السمهودي أن بيت المدراس -الذي حدثت به حوادث(7) كثيرة في حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود- يقع في قلب مزرعة المشربة وكان المسجد النبوي الذي أقامه عمر بن عبد العزيز بها.
مشكلة البحث(8):
تتحدد المشكلة في البحث الحالي في الرأي القائل إن الميثب هي نفسها الفقير، وأنه اسم آخر لها. ورأينا أنهما مزرعتان مختلفتان متجاورتان، وليستا متماثلتين. ويعتمد الذين يقولون إن الفقير هي نفسها الميثب على بعض النقول، منها ما ذكره الإمام السمهودي:
(روي عنه جعفر بن محمد عن أبيه أن سلمان الفارسيكان لناس من بني النضير، فكاتبوه على أن يغرس لهم كذا وكذا ودية حتى تبلغ عشر سعفات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ضع عن كل فقير ودية، ثم غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعه بيده، ودعا له، فما عطبت منه ودية، ثم أفاءها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم فهي الميثب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة) انتهى.
وينسى المستشهدون بهذا الجزء من الوفاء أن الإمام السمهودي علق على ذلك بقوله: قلت: يتحصل من مجموع ما تقدم أن نخل سلمان الذي غرسه صلى الله عليه وسلم هو الدلال، وقيل: برقة والميثب، وقيل: الميثب) انتهى. وكما ترى فالإمام السمهودي نفسه تردد في اعتبار الميثب هي الفقير، وظن أنها ربما تكون الدلال، وربما تكون برقة، وربما تكون الميثب. والسبب في ذلك – عندنا – هو تجاور هذه المزارع جميعا، كما سنرى.
وقبل أن ننتقل إلى تحقيق أماكنها وبيان اختلافها عن بعضها، نذكر قصة الفقير وسيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه، لاعتمادنا عليها في تحقيق النسبة إن شاء الله تعالى.
روى عبد الله بن عباس عن سلمان قصة نشأته إلى وقت إسلامه حيث قال:كنت رجلاً فارسيًا من أهل أصبهان، من أهل قرية منها يقال لها جي وكان أبي دهقانها، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل بي حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة. وكانت لأبي ضيعة عظيمة، فشغل في بنيان له يوما، فقال لي: «يا بني، إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب فأطلعها، وأمرني ببعض ما يريد. فخرجت، ثم قال:«لا تحتبس علي، فإنك إن احتبست علي كنت أهم إلي من ضيعتي، وشغلتني عن كل شيء من أمري. فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس بحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم، وسمعت أصواتهم، دخلت إليهم أنظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلواتهم، ورغبت في أمرهم، وقلت: «هذا – والله – خير من الدين الذي نحن عليه»، فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي ولم آتها، فقلت لهم: «أين أصل هذا الدين؟»، قالوا: «بالشام». ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله، فلما جئته قال: «أي بني، أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟»، قلت: «يا أبة، مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس». قال: «أي بني، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه». قلت: «كلا والله، إنه لخير من ديننا». قال: «فخافني، فجعل في رجلي قيدًا، ثم حبسني في بيته». فبعثت إلى النصارى، فقلت: «إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بهم». فقدم عليهم ركب من الشام، فأخبروني بهم، فقلت: «إذا قضوا حوائجهم، وأرادوا الرجعة، فأخبروني». ففعلوا، فألقيت الحديد من رجلي، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام. فلما قدمتها، قلت: «من أفضل أهل هذا الدين؟»، قالوا: «الأسقف في الكنيسة». فجئته، فقلت: «إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك، وأتعلم منك، وأصلي معك». قال: «فادخل»، فدخلت معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه منها شيئًا، اكتنزه لنفسه، ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق، فأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع. ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: «إن هذا رجل سوء، يأمركم بالصدقة، ويرغبكم فيها، فإذا جئتم بها، كنزها لنفسه، ولم يعط المساكين»، وأريتهم موضع كنزه سبع قلال مملوءة، فلما رأوها قالوا: «والله لا ندفنه أبدًا». فصلبوه ثم رموه بالحجارة. ثم جاءوا برجل جعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً أرى أنه أفضل منه، أزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلاً ونهارًا، ما أعلمني أحببت شيئًا قط قبله حبه، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة، فقلت: «يا فلان، قد حضرك ما ترى من أمر الله، وإني والله ما أحببت شيئًا قط حبك، فماذا تأمرني وإلى من توصيني؟»، قال لي: «يا بني – والله – ما أعلمه إلا رجلاً بالموصل فائته، فإنك ستجده على مثل حالي». فلما مات وغيب لحقت بالموصل، فأتيت صاحبها، فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهد، فقلت له: «إن فلانًا أوصاني إليك أن آتيك وأكون معك». قال: «فأقم أي بني». فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة، فقلت له: «إن فلانًا أوصى بي إليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني به؟»، قال: «والله ما أعلم، أي بني، إلا رجلا بنصيبين». فلما دفناه، لحقت بالآخر، فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضره الموت، فأوصى بي إلى رجل من أهل عمورية بالروم، فأتيته فوجدته على مثل حالهم، واكتسبت حتى كان لي غنيمة وبقيرات. ثم احتضر فكلمته إلى من يوصي بي؟ قال: «أي بني، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل؛ فإنه قد أظلك زمانه». فلما واريناه، أقمت حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب، فقلت لهم: «تحملوني إلى أرض العرب، وأعطيكم غنيمتي وبقراتي هذه؟»، قالوا: «نعم». فأعطيتهم إياها وحملوني، حتى إذا جاءوا بي وادي القرى ظلموني، فباعوني عبدًا من رجل يهودي بوادي القرى، فوالله لقد رأيت النخل، وطمعت أن يكون البلد الذي نعت لي صاحبي. وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة وادي القرى، فابتاعني من صاحبي، فخرج بي حتى قدمنا المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها، فعرفت نعتها. فأقمت في رق، وبعث الله نبيه بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من الرق، حتى قدم رسول الله قباء، وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له، فوالله إني لفيها إذ جاءه ابن عم له، فقال: «يا فلان، قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي». فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني الرعدة حتى ظننت لأسقطن على صاحبي، ونزلت أقول: «ما هذا الخبر؟». فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة، وقال: «ما لك ولهذا، أقبل على عملك». فقلت: «لا شيء؛ إنما سمعت خبرًا فأحببت أن أعلمه». فلما أمسيت، وكان عندي شيء من طعام، فحملته وذهبت إلى رسول الله وهو بقباء، فقلت له: «بلغني أنك رجل صالح، وأن معك أصحابًا لك غرباء، وقد كان عندي شيء من الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد، فهاك هذا، فكل منه». فأمسك، وقال لأصحابه: «كلوا». فقلت في نفسي: «هذه خلة مما وصف لي صاحبي». ثم رجعت، وتحول رسول الله إلى المدينة، فجمعت شيئًا كان عندي ثم جئته به، فقلت: «إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية». فأكل رسول الله وأكل أصحابه، فقلت: «هذه خلتان». ثم جئت رسول الله ، وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه، فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف. فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكي. فقال لي: «تحول». فتحولت، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس، فأعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه. ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله بدر وأحد.ثم قال رسول الله: «كاتب يا سلمان». فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة أحييها له بالفقير، وبأربعين أوقية. فقال رسول الله لأصحابه: «أعينوا أخاكم». فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة، حتى اجتمعت ثلاث مائة ودية. فقال: «اذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فائتني أكون أنا أضعها بيدي». ففقرت لها وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت منها، جئته وأخبرته، فخرج معي إليها نقرب له الودي، ويضعه بيده. فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة|(9)، فأديت النخل، وبقي علي المال، فأتي رسول الله بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المغازي، فقال: «ما فعل الفارسي المكاتب؟»، فدعيت له، فقال: «خذها، فأد بها ما عليك». قلت: «وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟»، قال: «خذها فإن الله سيؤدي بها عنك». فأخذتها فوزنت لهم منها أربعين أوقية، وأوفيتهم حقهم وعتقت، فشهدت مع رسول الله الخندق حُرًّا، ثم لم يفتني معه مشهد.
ذكر الحديث في طبقات ابن سعد(10). حديث رواه الإمام أحمد(11) -رحمه الله- وفي (المسند) حديث رقم 23737، وحسنه الشيخ مقبل الوادعي-رحمه الله- في (الصحيح المسند من دلائل النبوة)
ملاحظات واستنتاجات:
نورد هنا بعض الملاحظات المستقاة من هذا النص، ومن روايات أخرى غير هذا النص لتكتمل الصورة:
- اسمه: ذكرت بعض المصادر أن اسم سلمان الأصلي هو روزبةRozbah وأنه ولد في 568 ميلادية وتوفي في 657 ميلادية (36 هجرية في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه) و قبره معروف بالمدائن بالعراق الآن.
- – لقاءه بعيسى بن مريم: ذكر ابن إسحاق في السيرة: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: حدثني من سمع عمر بن عبد العزيز، وحدث هذا من حديث سلمان ، فقال: “ حدثت عن سلمان أن صاحب عمورية قال لسلمان، حين حضرته الوفاة: ائت غيضيتين من أرض الشام فإن رجلاً يخرج من إحداهما إلى الأخرى في كل سنة ليلة ، يعترضه ذوو الأسقام ، فلا يدعو لأحد به مرض إلا شفي، فسله عن هذا الدين الذي تسلني عنه ، عن الحنيفية دين إبراهيم ، قال: فخرجت حتى أقمت بها سنة ، حتى خرج تلك الليلة من إحدى الغيضيتين إلى الأخرى ، وإنما كان يخرج مستجيزا ، فخرج وغلبني عليه الناس حتى دخل في الغيضة التي يدخل فيها حتى ما بقي إلا منكبه ، فأخذت به فقلت : رحمك الله أخبرني عن الحنيفية دين إبراهيم ؟ فقال: إنك لتسأل عن شيء ما يسأل عنه الناس اليوم ، قد أظلك زمان نبي يخرج عند هذا البيت ، بهذا الحرم ، يبعث بسفك الدم ، فلما ذكر ذلك سلمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لئن كنت صدقت يا سلمان لقد رأيت عيسى بن مريم عليه السلام)
- وضع النبي صلى الله عليه وسلم البيضة في فمه الشريف : ورد في مجمع الزوائد للهيثمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قلب البيضة من الذهب علىلسانه الشريف ثم أعطاها لسلمان وقال أذهب فلو زنتها بأحد لوزنته.
- نلاحظ من خلال رحلة سيدنا سلمان – الباحث عن الحقيقة- أنه متعدد اللغات multilingual فهو يعرف الفارسية – وقد ورد أنه ترجم معاني الفاتحة لبعض الفرس وإن صح هذا الخبر فيكون سيدنا سلمان أول من ترجم معاني القرآن- كما أنه يعرف العربية في تعامله مع العرب، وأغلب الظن أنه يعرف كذلك اللاتينية البيزنطية لتعامله مع أهل الشام والشمال (وربما يكون في حديث أبي سفيان مع هرقل من خلال مترجم دلالة على ذلك)، كما يعرف بالتأكيد السريانية أو العبرية فيما أطلع عليه من كتب الرهبان الذي عمل بخدمتهم.
- تحديد سلمان لقبيلة الرجل الذي أخذه من المدينة: وقال أثبت سلمان في الحديث أن اليهودي الذي أخذه من يثرب قرظي (من بني قريظة). وفي سير أعلام النبلاء أن مولاه هو عثمان بن الأشهل القرظي اليهودي. وهذا يرجح قرظيةمخيريق كذلك لأن بساتينه بهذا التصور تجاور – بل تتداخل – مع الفقير.
- تحديد الأزمان: من الملاحظ أن سيدنا سلمان قد حدد لنا عددا من الأزمان والمواقيت لكل منها دلالة وأهمية. فهو يذكر بداية وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى قباء ولقاءه الأول به في بحثه عن العلامة الأولى. ثم يذكر تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولقاءه الثاني به في البقيع، ثم يذكر أن الرق منعه من المشاركة في غزوتي بدر وأحدـ، ثم يذكر أنه لم يتحرر حتى قبيل الخندق، التي شهدها وكان له فيها الدور الأكبر في التخطيط للخندق، واستحق فيها لقب (سلمان منا أهل البيت)، والتي شهدها ولم يفته بعدها مشهد آخر.
- تحديد سلمان لاسم المزرعة أو سمتها: ذكر سلمان أن المزرعة التي طلب منه إعمارها كشرط لحريته هي الفقير. فلم يذكر أسماء أخرى مثل الميثب أو الدلال. وربما في دلالة اسم الفقير إشارة لطبيعتها. فالفقير – بفتح الفاء وكسر القاف، وأهل المدينة ينطقونها بضم الفاء وفتح القاف- مشتقة من الفقر وهو الخلو والعوز. والتفقير يعني حفر الأرض وتخليتها لتتهيأ لغرس الوديات. ومنها الفقر الخلو من المال، والفقرات (الخلو من الالتصاق) والفاقرة (في القرآن – يعني المصيبة والداهية الخالية من السلامة والعياذ بالله)(12)
- توقف سلمان عن القول بمآلاتها: فإن سلمان لم يذكر لنا إلام آلت هذه المزرعة. فالبعض يقول إنه بعد التخلص من بني قريظة عقب غزوة الأحزاب أقطع النبي صلى الله عليه وسلم أرض بستان الفقير إلى سلمان رضي الله عنه. وهذا ما لم أجده في المصادر التي أطلعت عليها، وغاية ما وجدت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل لسلمان خراج قريتين لم يفتحا، ولما فتحتا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أقره عمر على ذلك. (الأموال للداوودي وإمتاع الأسماع للمقريزي). بل لدينا نص يصرح بأن الفقير آلت إلى غير سلمان؛ ففي الوفاء: “والفقير اسم الحديقة بالعالية قرب بني قريظة، وقد خفي ذلك على بعضهم فقال كما نقله ابن سيد الناس: قوله «بالفقير» الوجه إنما هو بالعفير، انتهى. والصواب أنه اسم لموضع، وليس هو من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر ابن شبة في كتاب صدقة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الذي كان بيد الحسن بن زيد ما لفظه: والفقير لي كما قد علمتم صدقة في سبيل الله، لكنه سماه قبل ذلك في أخبار صدقاته بالفقيرين، مثنّى، فقال: وكان لي صدقات بالمدينة الفقيرين بالعالية وبئر الملك بقناة، فالظاهر أنه يسمى بكل من اسمين، وأهل المدينة اليوم ينطقون به مفردا بضم الفاء تصغير الفقير ضد الغني.“ (انتهى)
- فظاهر كلام الإمام السمهودي أن الفقير آلت إلى علي بن أبي طالب ومن بعده للحسن بن زيد. والأهم أن الإمام السمهودي يجزم أنها (ليست من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم).
- وإذا أخذنا في اعتبارنا أن الثابت أن مخيريق قد قتل في غزوة أحد، وأن سلمان قد منعه الرق عن حضور بدر وأحد، نستنج أن مخيريق لا يمكن أن يكون هو مولى سلمان، وبالتالي ليس صاحب الفقير. هذا من الناحية التاريخية، ومن الناحية الأخلاقية؛ كيف يكون مخيريق مناصرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومدافعا عنه بنفسه وماله – حتى أنه أول من سن الوقف في الإسلام بجعله بساتينه وقفا للنبي صلى الله عليه وسلم يضعها حيث شاء- وفي نفس الوقت يشترط – بل يبالغ في الاشتراط لتحرير سلمان بطلب غرس ثلاثمائة ودية وأن يبقى عنده حتى تثمر أو يظهر سعفها (حوالي سنة) بل يزيد على ذلك بأن يطلب مقدرا أربعين أوقية ذهبا؟ كل الدلائل تشير إلى أن هذا غير ذاك. فإذا أضفنا لذلك تصريح سلمان أن سيده من بني قريظة، وتذكر المصادر اسمه (عثمان بن الأشهل) يتبين أن لا حاجة للتكلف في تصريف خبر مخيريق وسلمان معا. فالأمران مختلفان. و تصورنا للترتيب التاريخي للأحداث هكذا:
1-يصل سلمان إلى وادي القرى (العلا) عند يهودي.
2- يبيعه – أو يهديه – هذا اليهودي لقريب له من يثرب أسمه عثمان بن الأشهل القرظي.
3- يصل سلمان إلى المدينة قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم.
4- يصل النبي صلى الله عليه وسلم قباء، ويسمع به سلمان ويذهب ليستكشف العلامة الأولى.
5- في نفس الوقت يسمع مخيريق – وهو من بني قريظة – ومجاور لعثمان بن الأشهل بالنبي صلى الله عليه وسلم ويراجع أعمامه من الأحبار في أمره.
6- يتحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ويتبع جنازة أحد أصحابه ويدفنه في البقيع (عثمان بن مظعون)، ويأتيه سلمان لاستكشاف العلامة الثانية، ويسلم ويحكي للنبي صلى الله عليه وسلم خبره.
7- يتحرك النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر لملاقاة قافلة أبي سفيان دون دعوة للنفير لأصحابه.
8- يظل مخيريق يراجع أعمامه ويجادلهم في شأن النبي صلى الله عليه وسلم بما يراه موافقا لوصفه صلى الله عليه وسلم في كتبهم.
9- تأتي قريش لغزو المدينة في أحد، يتحرج مخيريق أن يخذل النبي صلى الله عليه وسلم، فيعلن لقومه أنه خارج لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ويعلن أن أمواله (بساتينه) وقف لله ورسوله يضعها حيث شاء. ويذهب ليقاتل ويسلم، ويقتل شهيدا إن شاء الله (ولم يصل لله صلاة).
10- يتفقد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ويرى أن المؤمن القوي – سلمان- قد منعه الرق من الاشتراك في الغزوة، فيوجه سلمان بالمكاتبة.
11- يجعل النبي صلى الله عليه وسلم بساتين مخيريق صدقة، فتصرف كل ثمارها في سبيل الله، إلا المشربة التي يستفيد من وجود الأبنية فيها (المدراس والمشرفة) فيتخذها بيتا لأمنا مارية القبطية، ويكون جيرانه من اليهود. (وكل ما يذكر عن أخبار من جيرة اليهود تحدث في هذا المكان).
12- يرى عثمان القرظي اهتمام المسلمين بسلمان فيغالي في شروط التحرير. يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليغرس الوديات في الفقير، وينتظر سلمان حتى تثمر (أثمرت بعد ستة أشهر) غير أن باقي الشرط يحجبه عن الحرية، فينتظر حتى يرزقهم الله بمقدار البيضة من ذهب، فيذهب فيؤدي بها ما عنه.
13- تتقارب نذر الحرب مع الأحزاب فيظهر دور سلمان في فكرة الخندق، ويستحق لقب (من أهل البيت).
14- يتم التخلص من بني قريظة بعد الأحزاب، ويقسم النبي صلى الله عليه وسلم أرضهم بين أصحابه. فتؤول الفقير إلى غير سلمان.
15- يمتد العمر بسلمان بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى يولى على المدائن التي خرج منها باحثا عن الحقيقة، ويتوفى سلمان في خلافة عثمان بن عفان بالمدائن سنة 33 هـ، وقيل توفي سنة 36 هـ، وكانت لسلمان زوجة من قبيلة كندة اسمها بقيرة وقيل أنه كان له بنت بأصبهان لها نسل وبنتان بمصر. أما صفته، فقد كان سلمان رجلاً قويًا، طويل الساقين، كثير الشعر. قال عنه الذهبي: «كان لبيبًا حازمًا، من عقلاء الرجال وعُبّادهم ونبلائهم، رضى الله عنه وأرضاه.
وهذا تصورنا وطرحنا بناء على ما وقعنا عليه من المراجع والأحاديث والأخبار. ورأينا صواب يحتمل الخطأ. فمن رأى غير ما رأينا، نرحب بتصويبه لنا فيما ذهبنا إليه.
تحديد أماكن الفقير والصدقات
وبناء على ما رأينا من تحديد في وفاء الوفا، وما عاينا من تحديدها معسادتنا الشيخ محمد عبد الوهاب العباسي والأستاذ عبد الله الشنقيطي وما أخبرنا به الدكتور بشار أبو شعر، نصل إلى التحديد التقريبي لأماكن الصدقات والفقير كما في الصورة، مع التأكيد على نسبيتها؛ فليس معلوما بالضرورة أين تنتني مزرعة وأين تبدأ الأخرى
.
الإحالات
(1) أستاذ تعليم اللغات الأجنبية بجامعة جنوب الوادي. عمل أستاذا بجامعة طيبة بالمدينة المنورة لمدة عشر سنوات. له كتاب: لمحات من المعالم النبوية؛ حول آثار ومعالم المدينة المنورة، ونشر عددا كبيرا من المقالات والأبحاث في تعليم اللغات، واللسانيات، والتربية والترجمة. يمكن التواصل معه عبر الإيميل: antar20@aim.com
(2)أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي. كتاب المغازي .
(3)ابو زيد عمر النميري البصري/ابن شبة, تاريخ المدينة المنورة (أخبار المدينة النبوية) 1-2 ج1دار الكتب العلمية, 2012(.
(4)“حصر الصدقات النبوية من أموال مخيريق اليهودي| صحيفة مكة,” accessed October 4, 2020, https://makkahnewspaper.com/article/96125.
(5)السمهودي/نور الدين أبو الحسن, وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى 1-2 ج1.دار الكتب العلمية, 2006).
(6) يذكر الدكتور فؤاد الدويكات في كتابه: رحلة الربي بتاحياالراتسبوني (2010) أن تسمية المثيبة مشتقة من العبرية (روشن يشيبا)، وتطلق على المدارس الدينية العلي، ورأسي المثيبة هو الزعيم الديني لليهود.وأشار إلى عدة صلاحيات له منها الفصل بين الناس في محاكم خاصة باليهود و تدريسهم. (ص. 36)، وكان من يرأسالمثيبة(الأكاديمية) يلي في المرتبة رئيس طائفة اليود (رأس الجالوت). (ص. 40).
(7) لسرد الوقائع التي حدثت في المدراس، يرجع إلى كتابنا لمحات من المعالم النبوية.
(8)جاءت فكرة البحث بعد حوار شائق مع الأخوة الكرام الدكتور نزار الشيخ والدكتور بشار أبو شعر في مجموعة إنها طيبة. وأنا أشكرهما وأعضاء المجموعة على المناقشة الممتعة والمثمرة والتي أفضت إلى هذا البحث.
[*]وفي رواية أن ودية واحدة عطبت قد غرسها عمر بن الخطاب وقيل سلمان نفسه.
(9)محمد بن سعد بن منيع الزهري, كتاب الطبقات الكبير – الجزء الثانى (ktab INC., 2018).
(10)“مسند الامامأحمد بن حنبل. دار الفكر.
(11) سبحان الذي جعل في اسم الفقير دلالة على انعدام نسبتها للصدقات، فهي فقير (خلو من أن تكون من الصدقات).
المراجع:
(1)الحسن, السمهودي/نور الدين أبو. وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى 1-2 ج1. دار الكتب العلمية, 2006.
(2)الزهري, محمد بن سعد بن منيع. كتاب الطبقات الكبير – الجزء الثانى. 8.
(3)“حصر الصدقات النبوية من أموال مخيريق اليهودي | صحيفة مكة.” Accessed October 4, 2020. https://makkahnewspaper.com/article/96125.
(4)شبة, ابي زيد عمر النميري البصري/ابن. تاريخ المدينة المنورة (أخبار المدينة النبوية) 1-2 ج1دار الكتب العلمية, 2012.
(5)“كتاب المغازي – أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي – Google Books.” Accessed October 4, 2020
(6)“مسند الامام أحمد مجلد أول 17*24, أحمد بن حنبل,
(7)السمهودي. وفاء الوفا. المدينة المنورة: دار الزمان.
(8)ابن شبة. أخبار المدينة
(9)الداوودي. كتاب الأموال
(10)المقريزي. إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع.
(11)الذهبي. سير أعلام النبلاء.
(12)ابن سعد. الطبقات الكبرى.
(13)ابن هشام. السيرة النبوية.
(14)مسند الإمام أحمد
(15)الواقدي. المغازي.
(16)الكعكي. عبد العزيز. (نقلا عن حسان طاهر). حصر الصدقات النبوية من أموال مخيريق اليهودي. مقالة بصحيفة مكة. 5/12/1436
(17)الدويكات. فؤاد. (2010) رحلة الربي بتاحياالراتسبوني. إربد: دار الكتاب الثقافي.
(18)عنتر صلحي. (2018). لمحات من المعالم النبوية. المدينة المنورة: مكتبة دار الزمان.