في ليلة الإسراء
عديلة اللّواتي | مسقط
سَأَحيا سُجُوداً ..
هو سُجودُ الإنصات .. والوعيِ للآيات .. وإعادةِ بناءِ الأفكارِ للحياة ..
سُجودُ البصيرة
سأَتْبَعُ سُجودَ النَّجْمِ والشّجَر .. والشّمسِ والقمر .. والجبالِ والبِحار ..
كما ذكرَ الكتاب ؛
{ والنَّجْمُ والشّجَرُ يَسْجُدان }
أليسَتْ كُلُّها تَسجُدُ لله بينَما تُمارِسُ دوراتِها الحياتيّة ؟ ..
حيثُ تبدأُ من الصِّفرِ إلى التمام .. ثُمّ تعودُ إلى الصِّفر .. وهكذا ؟
فالشّجَرةُ تُمارِسُ دورتَها السُجوديّة أثناءَ مُرورِها بمرحلةِ الأغصان .. فالأوراق .. فالثِّمار .. ثُمّ سُقوطِ الأوراقِ وانتهاءِ المَوسِم .. ثُمّ العودة من جديد .
???
سَأبدَأُ من الصِّفر ..
فأنسى اسمي وجِسمي وجنسيّتي وشهاداتي .. وأنفُضُ عنّي كُلَّ تراكُمات ِالماضي ..
وأرجَعُ إلى نقطةِ البداية ..
في صِدقٍ وخُشوعٍ وتوبة ..
وأشعرُ بأنّني أخرُجُ إلى الحياةِ إنساناً جديداً
مِثلَما ؛
فعَلَ سَحَرَةُ فِرعَون ؛
اذْ تَخلَّوا ..في اللحظةِ.. عَمّا عاشوهُ مِن خُضوعٍ لِهَوى فِرعَون ورَجَعوا إلى نقطةِ الصِّفر الفطرية .. إلى الله ..
{ وأُلقِيَ السَّحَرَةُ ساجدين }
أقرّرُ من الليلةِ ؛
أنْ أسيرَ في دوراتٍ سُجوديّةٍ مُتجدّدة .. كما تموتُ وتتَجدَّدُ خلايا جِسمي في دوراتِ بدايةٍ ونهاية
???
وفي كُلِّ ليلةٍ وعند نومي ؛
أستحضِرُ السُّجودَ .. فأعودُ إلى الصِّفر .. إلى الصَفاء .. لِأنامَ ساجِداً
???
السُّجودُ النفسيّ ُوالرُّوحيّ
في الليلِ والنهار .. لَهُوَ عُروجٌ من العالمِ الأدنى إلى العالمِ الأعلى