بنـاء الشبـاب.. الفلسفة والمنهج
الكاتب المصري محمــود الحسيني
مما لا شك فيه، ان الشباب هم عماد التقدم ومستقبل الدول، والسبيل إلى نهضة المجتمعات، والعنصر الأهم فيها، فللشباب دور عظيم يتحقق عند إدراكهم لما خلقهم الله من أجله، فيسعون لاكتساب العلم النافع الذي يرقى بالوطن ويحقق الفائدة للمجتمع، وينتشرون في هذه الأرض لإعمارها ونشر الخير فيها من قول وفعل، ويسعون لمساعدة كبار السن والمحتاجين، كما يسعون إلى الإبداع والتميُّز بكل ما يقومون به من أعمال، ويستغلون ما يملكونه من حقوق سياسية وديموقراطية للتأثير بشكل إيجابي في المجتمع، ويخططون لتدوير عجلة بلادهم الاقتصادية بإنشاء النافع من المشاريع، ويقومون بالمبادرات وينظمون الحملات التوعوية عند الحاجة
فشباب أي أمة منها بمنزلة الجسد الذي يحفظ الروح، وإذا كانت الحياة لا تكون إلا باجتماعهما، كان من الواجب المحافظة على ذلك الجسد والاهتمام به أشد الاهتمام، فكلما كان الجسد قوياً صحيحاً معافى كانت الحياة كريمة عزيزة.
والتخلق بأخلاق الصالحين هو ما يجب أن نعلمه لشبابنا، فيجب أن يتعلم شبابنا معنى الرجولة والمروءة، والأمانة، والصدق، والشجاعة، والكرم، والإيثار، وحب العلم، والعمل والاجتهاد، وتحمل المسئولية، وأن ننأى بهم عن أخلاق ذلك العصر الذي كثرت فيه الخيانة، والكذب، والجبن، والبخل والميوعة، والتخنث، والتنصل من تحمل المسؤولية، والمطالبة بالحقوق وإهمال الواجبات.
فلا بدَّ للدول من أن تكون على قدرٍ عالٍ من الوعي يتمكّنون من خلاله من فهم قدرات الشباب العالية والحماسية ووضعها في المسار الصحيح، والابتعاد عن المفهوم الخاطئ الذي يقضي بأن يبقى الرجل في عمله إلى أن يموت وهم يُدركون حقّ الإدراك أنَّ المرء كلّما تقدّم في مرحلته العمرية كلّما فقد الشغف والحماس تجاه العمل الذي يعمل به، فتبقى الخطط روتينيّة فلا تتمكّن المؤسسة من التقدّم، وتقف عجلة الزمن دون أن يجرؤ أحدهم على المساس بالمتقدمين في السن مدافعين بكلمة أكل الزّمن وشرب عليها وهي “الخبرة