ضجـــر

مريم الشكيلي | سلطنة عُمان

ذات صباح تلبسني الضجر.. لم أقوَ على أن أمد يدي لأطفيء رنين توقيت ساعتي الغارقة في الجانب الآخر من رصيف غرفتي.. كنت أضعف مما أتخيل في صباحات تتمسك بأثواب الآمال المتوقده.
كنت أضجر من كتبي المركونة في أدراج مكتبي التي لا تقوى على تحرير أوراقها من أغلفتها.
كان صباح يرتشف الضجر في مقاهـٍ عتيقة تفوح من مداخنها روائح الذكريات.
لملمت بعثرة نفسي لا شراشفي وقصدت طاولتي ولا أعلم أكنت أزيح ستائر نافذة غرفتي أم ورقي.
كان كل شيء يوحي لي بالصباحات الضبابية.
حتى مفرداتي كأنها أنثى تمد قدميها على منضدة الوقت الهارب من الفرح.
كأنها تعتكف الحياة على أسرة الضجر.
كأن الخواء يقيم في مسام جدار المزهريات.
كأن الدقائق تتشظى عشرات المرات لتلغي مواعيد الموائد.
كان صباحا خرافي التفاصيل لم تقوَ أناملي على أن تشعل قنديل ضوء ومحبرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى